الصريح الثقافي

جديد دار الشنفرى للنشر: ‘الديانة النّصيريّة، دراسة في إشكالية الأصول’ للدكتورة لبنى شَعْبو

صدر حديثاً عن دار الشنفرى للنشر في تونس بسلسلة “تاريخ أديان” كتاب جديد للباحثة السورية التونسية الدكتورة “لبنى شعبو” بعنوان “الديانة النصيرية، دراسة في إشكالية الأصول”.

يقع الكتاب في 316صفحة قياس كبير 16/24سم، ويتكون هذا المُؤلَّف من مقدمة وخاتمة وثلاثة أبواب هي على التوالي1-النصيرية ديانة باطنية سرّية أم غنوصيّة(بمقدمة وخاتمة وأربعة فصول). 2- أصْل الديانة “النصيرية”(بمقدمة وخاتمة وخمسة فصول).3- تاريخ “النصيريين” في بلاد الشام (بمقدمة وخاتمة وخمسة فصول).
وهذا الكتاب هو أوّل بحث أكاديمي من نوعه باللغة العربية بعيدا عن الدوافع السياسية والطائفية ولغرض علميّ حضاريّ بحت. وهو الكتاب الثاني للباحثة الدكتورة “لبنى شعبو” بعد كتابها “مفهوم الخلاص في الغنوصية المسيحيّة المُبكّرة” الصادر في تونس أيضا عن دار ديار للنشر والتوزيع سنة2019.
و الكتاب متوفر منذ اليوم بالعاصمة التونسية، في مكتبة “الكتاب” – شارع الحبيب بورقيبة، مكتبة ” بوسلامة” – باب بحر، ومكتبة “العيون الصافية” – خلف وزارة المرأة. وبثمن “45 د.ت” للنسخة الواحدة. وكذلك في جناح “دار الشنفرى” بمعرض تونس الدولي للكتاب بقصر المعارض بالكرم من 19إلى 28أفريل 2024.

على ظهر الغلاف الذي صمّمه القسم الفني بدار الشنفرى للنشر، جاء ما يلي (مُقْتَطَفاً من المقدمة):

“..هَدَفُ هذا البحث مُحاولةُ الإجابة عن سؤال قديم متجدِّد يتعلّق بأصْل ديانة “النصيريين” في سورية قبل أن ينشر الخصيبي وتلامذته العقيدة الجديدة بينهم، والتعرُّف على هذه الديانة التي تنطوي على عناصر من عصور قديمة نبذتها “الأرثوذوكسيات” الدينية المتعاقبة، لكن “النصيريّة” حافظت على تلك العناصر القديمة وتمكنت من الاستمرا ر عبْر العصور على الرغم من وجودها دائما تقريبا في وسط مُعادٍ.
ذلك أنه من المتَّفَق والمُجمَع عليه اليوم هو أنّ “النصيريين” ورثة طوائف ما يُطلق عليهم “غُلاة الشيعة” في العراق وهُم الوحيدون الباقون إلى يومنا هذا، وإنّ مؤسس هذه الديانة هو “أبو شعيب محمد بن نصير النميري”، وحسب مؤرّخيّ الفرَق كان “محمد بن نصير” من الغلاة وصَاحبَ الإمام العاشر علي الهادي (ت 254ه/868م) وادعى أنّه باب الإمام الحادي عشر الحسن العسكري (ت 260ه/874م) وأنّه كان ينتمي إلى الفرقة “العليائية” وهي فرْقة من فرَق “المخمسة” الغاليّة، أمّا الفرْقة التي نُسِبَت إليه في العراق فقد كانت تُسمّى “النميريّة”. وحسب التراث “النصيريّ” إنّ “حسين بن حمدان الخصيبي” تلميذ “الجنان الجنبلائي” تلميذ “ابن نصير”، هُوَ مَن نَشرَ التعاليم “النصيريّة” في بلاد الشام في القرن الرابع الهجري /العاشر الميلادي حين هاجر من العراق واستقرَّ في حلب.
ولكن ماذا كانت معتقدات “النصيريين” قبل ذلك؟، هل كانت ديانة فينيقية كما افترض دوسو وأنّ الديانة الحالية “للنصيريين” جاءت بتأثير الإسماعيلية.؟، وهل اعتنقوا المسيحية كما رأى لامنس؟ وإن كانوا قد اهتدوا إلى المسيحية فما طبيعة المسيحية القديمة المبهمة التي انتموا اليها؟، ولماذا قبلوا تعاليم الدين الجديد الذي جاء به الخصيبي؟.
من جهة أخرى لابد من التعرّف على أصل وتاريخ “النصيريين” في بلاد الشام، وسبب تمركز النسبة الكبيرة منهم في جبال سورية الساحلية، فهَل هُم من سكّان المنطقة الأصليين ووجودهم في الجبال قديم وتمّ نشر الديانة “النصيرية “فيما بينهم كما رأى البعض؟ أم لجأوا إليها وتجمّعوا فيها هَرَباً من الاضطهاد الذي لاقُوه تحت سلطة الحكومات الإسلامية السنّيّة، خصوصا المملوكية والعثمانية؟ وهل هُم، كما يَذكر الطويلُ في تاريخه، أحفاد قبيلتي غسّان وتنوخ؟ أم هُم كما افترض الباحث كلود كاهن (Claude Cahen) أحفاد الجراجمة “المرَدَة”؟.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى