بين دموع واعتزاز.. إحياء أربعينية عميدة شاعرات بنزرت فلّة شوشان ميهوب

مواكبة: الأمين الشابي
تقول الشاعرة الراحلة فلة شوشان ميهوب في احدى قصائدها بعنوان ” من أنا” ” حبيبتي أنا وحبيبي من يكون / الكلمة ألفت أفكارا، ألفتها الظنون / ربما الحرف أو الرفعة أو السكون / احداهن قتلت آهاتي، مزقت الشجون / ربما الكلمة ذاتها أخرجتني من رونق الجنون / قد يكون حبيبي القلم، وربما لا يكون / ليظل حبيبي القلم لمدى الشجون /.
إن أقرت الشاعرة الراحلة في هذه القصيدة وتساءلت من تكون؟ فكيف نحن الحاضرون بمناسبة أربعينية هذه الشاعرة الكبيرة، حتى لا نقول عميدة شاعرات بنزرت، كيف لنا أن نحيي هذه المناسبة ونقف على كل مناقب الفقيدة الشعرية والأخلاقية والإنسانية بل والاستثنائية.
هذا ما حاولت مندوبية الشؤون الثقافية ببنزرت وبحضور المندوب فوزي بن قيراط وهندسة الثلاثي خالد الشريف، اعلامي و منشط بالإذاعة الوطنية ( وهو صهر الفقيدة وأيضا هو من نشّط هذا التظاهرة وبحرفية فائقة) و مدير المركب الثقافي الشيخ ادريس ببنزرت محمد بشير القمودي و السيدة سعاد شندول، و بحضور هام من أفراد عائلتها يتقدمهم زوج الفقيد العم توفيق و بناتها و ابنها و صديقاتها و أصدقائها و شعراء و شاعرات ولاية بنزرت و اعلاميي الجهة، هذا ما حاول كل هذا الحضور الكريم من الوقوف لو على بعض المناقب الكثيرة للفقيدة الشاعرة فلة شوشان ميهوب بمناسبة أربعينيتها التي التأمت بفضاء نادي خميس ترنان بالمركب الثقافي الشيخ ادريس يوم السبت الماضي الموافق لـ 21 ديسمبر 2024.
البداية مع تلاوة من الذكر الحكيم
في جو من الخشوع والابتهال للمولى العلي القدير، انطلقت أربعينية الشاعرة فلة شوشان ميهوب، بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم أمّنها الشيخ سامي بلحسن، ليضفي صوته الشجي على المكان صمتا رهيبا وخشوعا تقشعر له الأبدان. ليتناول الكلمة الإعلامي خالد الشريف لوضع الإطار العام لهذه التظاهرة بالقول “ليس لدي ما أضيف أمام الزخم الذي تركته الشاعرة فلّة، وحتى أكون صادقا يكفي أن أتلو على مسامعكم هذه الأبيات للمرحومة والتي، صراحة، تركت أثرا عميقا في شخصي وهي كالآتي ” أن قرأت فقرأ الشعر والنثر / وإن قاومت قاوم الشرّ والفقر / وإن صليت لا تنسى الشفع والوتر. ثمّ أحال المصدح لمن يريد الحديث حول ما يربطه بالشاعرة الفقيدة.
بين دموع وخشوع واعتزاز، كانت المداخلات
كلمة البداية، كانت مع فوزي بن قيراط، مندوب الشؤون الثقافية ببنزرت، الذي اختصر مداخلته، في اقتراح مواعيد قادمة ومنظمة وقارّة لتثمين ما تركته الفقيدة من أثر أدبي سواء شعرا أو نثرا أو من كلمات لأغان للأطفال وما أحوجنا للأغاني الموجه للأطفال”.
ليتناوب على المصدح حوالي 20 متدخلا، نذكر منهم حسب الترتيب، سعاد شندول ومحمد بشير القمودي وفؤاد المحمد وخالد العبيدي والأمين الشابي وحبيب مومن وزهور شوشان وهند الطرابلسي وقمر الزمان قلوز ويوسف مراد ومحمد المشرقي وكريمة بن عمارة وعبد الفتاح الغربي والسيدة لمياء وبسمة الصحراوي ومحجوبة لن حميدة وأنيسة الساحلي ومحمد علي الخميري ووحيدة البجاوي و عبد الله شوشان.
في حين صمت زوجها عم توفيق ولم يتكلم ولو بكلمة وهو غير مصدق برحيل رفيقة دربه وهو العسكري وما يعنيه ذلك من الوفاء.
ولعلّ ما يمكن تسجيله، بهذه المناسبة ـ أوّلا، الدموع التي حالت دون بعض صديقات الشاعرة من مواصلة مداخلاتهن على غرار زهور شوشان وبسمة الصحراوي وهندة الطرابلسي وعبد اللطيف الغربي باعتبار وأنّ الفقيدة رغم مرضها كانت متشبثة بالحياة وقاومت مرضها لآخر رمق في حياتها…
ولكن هذه الدموع لم تحول دون ذكر مناقب الفقيدة من قبل بقية المتدخلين وإبداء بعض الاقتراحات تحقيقا لرغبات الفقيدة التي كانت تراودها في حياتها.
من بين هذه الاقتراحات إمكانية إطلاق اسم الفقيدة على فضاء من فضاءات المركب الثقافي بالشيخ ادريس ببنزرت. وأيضا إمكانية إفرادها بمناسبة خاصة بها قد تكون مهرجان للأطفال يحمل اسمها خاصة وأنها متميزة في الانتاجات الشعرية الموجهة للطفل.
وختاما الدعاء ..
كما انطلقت الأربعينية بذكر من تلاوة القرآن الحكيم، اختتم هذا اللقاء بدعاء للفقيدة أمنته وحيدة البجاوي ترك الأثر الطيب في نفوس الحاضرين ولا يسعنا في الختام إلاّ ندعو لها بالرحمة وأن يتقبلها الله برحمته الواسعة ويجعل مأواها فراديس جنانه.