الصريح الثقافي

لوحة “تكريم افريقيا ” للفنانة سعاد المهبولي: القيمة الحضارية لافريقيا في عمل فني…

من ضمن الأعمال المعروضة بقصر خير الدّين في إطار الدّورة الثانية عشرة للشهر الوطني للفنون التشكيليّة  بمتحف قصر خير الدين لبلدية تونس المنظم من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين قدمت الفنانة التشكيلية سعاد المهبولي عملا فنيا وفق اشتغالاتها الفنية لعدة عقود…

وهي التي كانت لها معارض و مشاركات فنية في تونس و خارجها حيث غالبا ما تستلهم أعمالها الفنية و في لوحاتها من المعيش في بعده الثقافي و الحضاري و الانساني على غرار هذه اللوحة التي عنوانها ” تكريم افريقيا’…

مجال للحلم

سعاد المهبولي فنانة تقول بالتجريد في جل أعمالها و هو مجال للحلم و الحركة و البهجة و ذلك في عالم متغير ينشد فيه الانسان شيئا من الهدوء و الأمان و هنا تبرز في لوحاتها تلك الحالات من العبارة الوجدانية التي تخاطب الأعماق تقصدا للسلام و الطمأنينة و الفرح..و الفن بالنهاية هو هذه السفرة الملونة بما به يسعد الانسان رغم التداعيات المربكة و سقوط القيم..

حالات تجريدية

اللوحة تميزت بحالاتها التجريدية في ابراز لبؤرة الضوء و النور في كون من سواد معبر و في مكوناته عن حالات من العتمة و ما يمر به البشر من متغيرات و تبدلات كونية كثيرا ما سببت آلاما للانسان و اذ تشير الفنانة سعاد الى هذا المعطى فانها لا تكتفي بذلك بل تجعل الأمل و الحلم  الجزء المهم في العمل الفني حيث النور البارز و الطالع بل المنبثق معلنا نجاح الكائن في الخروج من النفق تقصدا للضياء و الصباحات الجميلة و البهجة..


هذا برز في الكثير من أعمال الفنانة سعاد المهبولي على غرار أعمالها في فترات انتشار الكورونا لتبعث بالنشيد في عملها الفني توقا للفرج و الخير و الأمانفهي ترى في الفن مجالا للابداع و الرقي بالوعي و القول بالحلم و الفرح حيث يواجه الانسان تحدياته الكونية و هو ينشغل بالامل و الحلم و التفاؤل.

قيمة حضارية لافريقيا

هذه اللوحة ” تكريم افريقيا ” التي اقتنتها الدولة عبرت من خلالها الفنانة المهبولي عن القيمة الثقافية و الحضارية للقارة السمراء و ما يواجهه انسانها من تحديات بين النبذ و الكراهية و العنصرية عبر أزمنة مرت و الى اليوم و كأننا بالفنانة تحرص في هذا التعاطي الفني الجمالي مع هذه اللوحة على  القول بقيمة الانسان الافريقي الذي يستحق الاحترام لاسهامه في الحضارة الانسانية و كذلك نبذ كل أشكال الاذاية و التقليل من شؤونه و كذلك عبرت عن دور الفن عند الازمات ليشير الى ما هو انساني فينا ففي تونس و منذ القدم ضيوف من الافارقة الذين يتطلبون الاحترام و التقدير كبشر و أهمية مواجهة كل محاولات اساءة تجاههم مثل النعرات اللاانسانية..هذا ما عبرت عنه اللوحة الفنية انطلاقا من اعادة النطر تجاه افريقيا الجميلة التي نحن جزء منها..

حس انساني

لوحة فنية دالة و مميزة تفصح عن وعي فنانة و حسها الانساني و الوجداني المتدفق…فليس للفنان من خيار غير البوح باعتمالات دواخله نشدانا للعبارة في تجلياتها الجمالية و الحسية و الثقافية انطلاقا من شواسع الابداع الفني و ما تتيحه من فسحات نادرة من شاعرية الأشياء و التفاصيل..من هنا نمضي مع مراوحة جمالية لرسامة عملت على القول باللوحة كمجال للنظر و الحكاية و ذلك في مجالها الحيوي من المدينة الى المشاهد و الأمكنة الأخرى و هي عناوين حالات من الوجد أخذت الفنانة التشكيلية سعاد المهبولي الى عوالمها بكثير من البراءة المبثوثة في الألوان و حركاتها داخل فضاء اللوحة..
المدينة بملامح أجوائها و حركيتها مثلت في لوحات الفنانة سعاد المهبولي حيث لطخات الألوان في تناسقها و المتأمل اللوحة فقط توفر شحنة من شاعرية النظر ليصل الى مفردات الرسامة التي تعاطت بحميمية الفن و بلاغة التجريد مع ما عمرها من احساس و ذائقة و هي تحكي مدينتها و مشهديتها مثل أطفال جدد و بلا ذاكرة..
نعم الفنان عموما هو مجدد ذاكرة بما يضفيه على تيماته و عناصرها من نظر مختلف و مغاير بل و متجاوز و بالتالي متجدد..

لعبة الفن

انها لعبة الفن في الافصاح عن المتجدد فينا و نحن نمر بذات الأمكنة و المشاهد..و لا مجال هنا لغير القول بالبهجة تغمر الرسامة المهبولي و هي تحضن عوالمها المرسومة في لوحاتها بتلك الألوان التي تراها دالة على الحالة و ما تستبطنه من احساس قوي يفشي حيزا مهما من علاقة الكائن و الفنان خصوصا مع المكان كتعلة و كملاذ جمالي وفق وعي مخصوص..
سعاد المهبولي فنانة تقول بالتجريد في جل أعمالها و هو مجال للحلم و الحركة و البهجة و ذلك في عالم متغير ينشد فيه الانسان شيئا من الهدوء و الأمان و هنا تبرز في لوحاتها تلك الحالات من العبارة الوجدانية التي تخاطب الأعماق تقصدا للسلام و الطمأنينة و الفرح..و الفن بالنهاية هو هذه السفرة الملونة بما به يسعد الانسان رغم التداعيات المربكة و سقوط القيم..هكذا تمضي الفنانة سعاد المهبولي منذ عقود في نهجها الفني هذا حيث كانت لها مشاركات متعددة في المعارض و الأنشطة المتصلة بالفنون فضلا عن اشتغالها بادارة متحف الفن بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة.. هذا ما برز في لوحات الفنانة التشكيلية سعاد المهبولي في مختلف معارضها و خاصة تلك التي كانت فردية بأروقة تونس و خارجها و منها بكولونيا و مونريال و برشلونة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى