صالون الصريح

‘البولدوزارات’ تستبيح البناءات السياحية؟..

كتب: سمير الوافي

مشاهد ‘البلدوزر’ أو ‘التراكس’ وهو يهدم بناءات سياحية ومرافق ترفيهية صيفية أصبحت متكررة ومعتادة وآخرها في كوكو بيتش…وهي ليست مشاهد متحضرة ومحترمة رغم حفلات الشماتة والتشفي التي تحيط بها وتفضح أمراضا نفسية مستعصية…!!

استبدال مشكلة بكارثة..

استسهال الهدم ليس الحل الأفضل لمقاومة التجاوزات…وتعويض مشهد المرافق السياحية المنظمة بمشهد الخيام العشوائية والفوضوية والتلوث البيئي والبصري هو استبدال مشكلة بكارثة…فقد كان على الدولة أن تقاوم التجاوزات بتنظيم الشواطئ عبر البلديات وغيرها وبالتراخيص…بتحديد سقف للأسعار…بتشديد كراس الشروط…بضبط المساحات المرخص لها…وبالمراقبة الصارمة…وبتخصيص شواطئ حرة للمصطافين من الطبقات الشعبية غير القادرة على أسعار كوكو بيتش…التي من حقها أن تستمتع بالموارد الطبيعية حسب إمكانياتها…لكن دون هدم موارد الرزق والشغل مهما كانت طاقتها…فتشجيع الإستثمار مهما كان حجمه أفضل من سياسة التفقير…!!

في عز الموسم الصيفي

أما إطلاق البلدوزر في عز الموسم الصيفي وفي ذروة النشاط فهو لن يؤدي سوى إلى مشاهد جديدة بديلة أسوأ…حيث ستختفي المرافق المجهزة والمنظمة وتحل محلها أكوام القمامة والفوضى والتلوث ومظاهر العنف…فنكون قد تسرعنا في هدم وتخريب مشاهد جميلة ومرافق صحية وترفيهية تشبه ما هو موجود في أجمل مناطق العالم…بحجة أننا ندافع عن حق الزوالي في السباحة المجانية…وفي نفس الوقت لا نوفر له حتى توالات عمومية ولا ننظم وجوده هناك أمنيا وبيئيا وصحيا…!!

حلول مرنة

وزير الداخلية الحالي السيد كمال الفقيه وضع حدا لغارات البلدوزر الناقمة على الفنادق في سوسة في ذروة النشاط السياحي…وأمر بالمرونة في التصدي للتجاوزات وإيجاد حلول مرنة بديلة عن الهدم وعن التراكس…دون تسامح مع المتجاوزين ودون تراخي في تطبيق القانون…فاختار الحكمة والتعقل بديلا عن ثقافة البلدوزر…وكان ذلك ممكنا أيضا في التعاطي مع وضعيات المتجاوزين في كوكو بيتش…فالهدم سهل ورخيص لكن البناء أصعب وأغلى…فلماذا ننجح في الهدم ونفشل في البناء !؟؟…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى