صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام دخلوا إذاعة صفاقس ثم ارتحلوا: علي البقلوطي 1938 ـ 2022

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ماذا أقول عنه وبأي كلمة أتكلم عنه وبأي حديث بأي حروف وسطور أكتب عنه وأقدمه وهو الذي كان يقدم الأعلام للناس؟…ماذا أقول عن صديق السنين، عن صديقي في ‘شمس الجنوب’ وهو في كل أسبوع يستقبلني في دار شمس الجنوب ودارنا ببسمة صادقة ويودعني بكلمة طيبة؟

من معلم إلى صحفي

هل أقول…أنه تعلم اللغتين فكان له بهما قلم يكتب منتصب القامة يمشي، لا يتعثر؟ هل أقول: إنه رضع الصحافة من الصحف التي كان يدخل بها أبوه للبيت؟ هل أقول: أنه لما تهيأ ليكون معلما وجد نفسه في المدرسة صحفيا يبعث في المدرسة صحيفة حائطية؟ هل أقول: إنه كان يحب صفاقس ولذلك كان يراسل جريدة العمل التي على صفحتها التقيت صحفيا أول مرة بقلمي مع الصحفي علي البقلوطي…وهي التي جعلته يفكر في تأسيس دار صحفية جهوية؟

صحيفتان

الفكرة خرجت إلى الواقع فكانت جريدة (لا غازات دي سي) باللسان الفرنسي، ثم بعث (شمس الجنوب) بعزم وصدق وإيمان بصفاقس ووجود أعلام وأقلام في صفاقس تقدر أن تتحمل رسالةً صحيفتين جهويتين بتواصل ودون تعثر، وابنه أنيس يسانده وبعزيمة علي البقلوطي تواصل صدور الصحيفتين عشرات السنين، واستحق صديقنا لقب عميد الصحافة الجهوية، ولقب مدير معهد تكوين الصحفيين…

فـ بدار شمس الجنوب تعلم وتخرج كثير من الصحفيين وفيهم من دخل الإذاعة وفيهم من دخل التلفزة فقدم وشرّف، منهم الإعلامي بإذاعة صفاقس قيس القارة، ولا أنسى صاحب القلم الأدبي السياسي الصحفي الأستاذ التوفيق اللومي الذي كان القرّاء يتمتعون بثمار قلمه كل أسبوع في شمس الجنوب…

أحب صفاقس

قلت: لقد أحب صفاقس، نعم أحبها معلما وأحبها صحفيا أحبها بلديا فكان عضوا في بعض مجالسها، وأحبها ثقافيا فكان عضوا في مندوبية الثقافة سنوات…ولما بُعثت إذاعة صفاقس بعث فيها برامج منها برنامج (المجلة الثقافية) و بكفاءته الإعلامية جمع حول المجلة مراسلين من الجنوب الإعلامي منهم محمود الحرشاني الذي تخرج من شمس الجنوب صحفيا متعلما فبعث جريدة ‘مرآة الوسط’ التي ساعد علي البقلوطي في طبعها بمطبعته التي يسر بها علي البقلوطي إصدار صحيفتي داره ونشر بعض ما يكتبه أصحاب الأقلام…

المجلة الثقافية

في إذاعة صفاقس نجح صاحبنا لكنه رأى أن يتفرغ لصحيفتيه، فخرج بعد أن وضع (المجلة الثقافية) بإذاعة صفاقس بين يدي الأستاذين محسن الحبيّب ومحمد الحبيب السلامي…
وقبل أن أضع نقطة النهاية أقول: أن علي البقلوطي وجد مكانه وصوته ورأيه مقبولا مقدرا بين المسؤولين عن الإعلام والثقافة في المؤسسات الوطنية لكنه شبع وعودا بالدعم المالي ولم يُدعم…عفوا…إنه وجد عددا من القراء والمشتركين وأصحاب الأقلام دعموه…كان وكنا ننتظر له حياة أطول وعطاء أكثر لكن الحوادث لم ترحمه، حدث له حادث ألزمه الفراش، حاول أن يتعافى لكن أجله حضر فودع الدنيا وودعه أهله وأحبابه وودعه الإعلاميون وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
كتب في تاريخ الصحافة الجهوية تاريخا لم يكتب من سبقوه مثله…رحمه الله…
فماذا يضيف الأصدقاء لنزداد به معرفة وأنا أحب أعرف وأفهم؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى