صالون الصريح

عيسى البكوش يكتب/ منارات مغاربية على ضفاف السّين: رشيد بوجدرة

كتب: عيسى البكوش

نستنير اليوم بأشعّة نجم يسطع في سماء الأدب المغاربي، جزائري النشأة، تونسيّ التكوين، عربيّ فرنسيّ اللسان، ولد رشيد بوجدرة في عين البيضاء بجهة قسنطينة سنة 1941 وزاول تعليمه في قسنطينة ثمّ بتونس في المعهد الصادقي.

سنة 1959  يلتحق بجيش التحرير الجزائري ثم يسافر إلى بلدان أوروبا الشرقية ثمّ إلى إسبانيا حيث يصبح ممثّلا لجبهة التحرير الجزائرية.
سنة 1962 عند استقلال الجزائر يعود وينخرط في العمل النقابي ويواصل تعليمه العالي في شعبة الفلسفة بالجزائر أوّلا ثمّ بجامعة السربون حيث يتحصّل على الإجازة سنة 1965 وقدّم دراسة عليا حول الأديب الفرنسي Celine.
يحجّر عليه العودة إلى بلده فاشتغل بفرنسا وبالتحديد في معهد كولومني Coulommiers كأستاذ للفلسفة ثمّ في الرباط بالمغرب الأقصى إلى سنة 1975.
سنة 1977 يعود إلى الجزائر ويصبح مستشارا لدى وزير الإعلام والثقافة ويعنى بالملتقى الثقافي لمجلّة Révolution africaine.
سنة 1981 يصبح مدرّسا بالمعهد العالي للدراسات السياسية بالجزائر.

سنوات الجمر

هو كاتب باللغتين الفرنسية والعربية
وهو كاتب سيناريو ومن أشهر أعماله على الإطلاق سيناريو فيلم “سنوات الجمر” من إخراج لخضر حامينة الذي تحصّل على السعفة الذهبيّة بمهرجان كان الدولي للسينما لسنة 1985.
كما أنه كتب سيناريو فيلم ” علي في بلاد السراب” للمخرج أحمد الراشد الذي نال التانيت الذهبي في أيّام قرطاج السينمائية لسنة 1980.
إنّ مدوّنة رشيد بوجدرة ثريّة ثراء لغته الغزيرة في معانيها ومراميها.
لقد كتب رشيد بوجدرة في كل الأغراض: الرواية والقصة والأقصوصة والمقال وحتّى الشعر.
قلت لغة، بل قل لغتين، فهو يكتب ويترجم ما يكتب. يكتب بالفرنسية ثم يتولى إمّا وحده أو بالاشتراك نقل ما يكتبه إلى العربيّة. فهو ….ما يقول بمزيج بين اللغتين لكي يوضّح للعالم ولقرّائه بالتحديد أنّ أعماله إنّما هي متّجهة إلى كل القرّاء أينما وجدوا على اختلاف ألسنتهم  فأدبه كوني ولعلّه يحاكي في مقاربته للأدب بما شاع عن مسعدنا : ” الأدب مأساة أو لا يكون “، فيقول: ” الأديب كونيّ أو لا يكون “.
كتب رشيد بوجدرة في البدء أي سنة 1965   ” Pour ne plus rêver ” وترجمه إلى العربيّة تحت عنوان ” أغلق نوافذ الحلم”.
ثمّ سنة 1971 عند Hachette أصدر كتاب الحياة اليومية في الجزائر” La Vie quotidienne en Algérie “
وفي نفس السنة وفي سلسلة مجال مغاربي التي يشرف عليها مواطننا ألبار ممّي عند Maspero حول نشأة السينما الجزائرية Naissance du cinéma algérien,
وفي سنة 1972 عند  Gallimard  ضربة شمس; L’Insolation
سنة 1972 عند Hachette كتب رشيد بوجدرة يوميات فلسطينية
سنة 1973 إطفاء نار هنشير في الرباط وهو تسمية قصة للأديب الجزائري مناصر الثورة Jean sénac وقد ترجمه إلى العربية في ديوان لقاح أصدره سنة 1980.
سنة 1977 أصدر كتاب تحت عنوان طريف الحلزون العنيد عند Denoël وقد ترجمه إلى العربية هشام القروي وصدر في نسخته الجديدة في الجزائر سنة 1985 .
سنة 1981 كتاب يحمل عنوان Le Vainqueur de coupe  لكنه صدر بالعربية تحت عنوان ضربة جزاء ترجمته لمرزاق بقطاش.
سنة 1981 صدر كتابه الحدث وهو Le Démantèlement التفكك.
سنة 1982 صدر بتونس كتاب تحت عنوان التطليق La Répudiation ترجمة الأديب والأستاذ الجامعي الراحل صالح القرمادي.
سنة 1984 صدر لرشيد بوجدرة كتاب المرث La Macération.
في نفس السنة صدر له كتاب ألفا وعام من الحنين Les 1001 Années de la nostalgie.
سنة 1985 كتاب ليليات امرأة أرقة .
سنة 1985 أيضا المطر.
سنة 1987 عند Denoël La Prise de Gibraltar وقد ترجمه إلى الفرنسية لكتاب ألفه رشيد بوجدرة تحت عنوان معركة الزقاق وصدر في الجزائر سنة 1986.
سنة 1989 Le puits de l’ogresse
سنة 1991 فوضى الأشياء Le désordre des choses صدر بالعربية بالجزائر وبباريس عند Denoël.
سنة 1992 Fils de la haine أبناء الحقد، وتلاحظون هنا اللعب بالألفاظ بالنسبة للعنوان بالفرنسية.
سنة 1994 بيميمون ترجمه الكاتب من العربية إلى الفرنسية وأصدره في نسختين عند Gallimard  في باريس ومنشورات الاجتهاد بالجزائر.
سنة 1995 رسائل جزائرية Lettres Algériennes .
سنة 1995 أيضا Mines de rien و Mines  هنا بالجمع.
سنة 1996 Peindre l’orient.
سنة 1997 La vie à l’endroit.
سنة 2000 Fascination.
سنة 2002 Cinq fragment du désert.
سنة 2003 Les funérailles مراسم الدفن.
سنة 2007 Hôtel Swit Georges.
سنة 2010 Les Figuiers de Barbarie
سنة 2017 La Dépossession
سنة 2017 Les Contrebandiers de l’Histoire

70 عملا جامعيا

أكثر من 70 عمل جامعي شهادة دراسية عليا وأطروحة بجامعات فرنسا والجزائر وتونس تحت إشراف الأستاذ الحبيب صالحة.
اعتنى الكثير من النقاد بمدونة رشيد بوجدرة في فرنسا وفي بلاد المغرب.
في فرنسا بمعية Alain Rolle Gillet خصّه عدد من المؤلفين ثم خص الكاتب حول الكتابة الطلائعية لرشيد بوجدرة بسفرين حول شاعريته Une Poétique de la subversion تحت إشراف حفيظ القفايطي.
في تونس اهتم بأدبه الصديق والأستاذ الجامعي الحبيب صالحة حيث خصه بعديد المقالات النقدية تحمل عنوان Gestion et éclatement de la personnalité maghrébine كما أشرف على عديد الأعمال الجامعية المقدمة من طرف الطلبة في نطاق مذكرات التخرج   .
في المحصلة فإن رشيد بوجدرة في كتاباته كما في سيرته هو رجل الوسطية ينبذ العنف والتطرف.
يقول : لا للاستعباد مهما كان مأتاه
لا لسيطرة المجتمع الذكوري
لا لهيمنة الغرب
لا لتهميش المهاجرين
لا للقمع
نعم للحوار، نعم للأمل، نعم للحرية نعم للتحرر عبر الكلمات.
كتب رشيد بوجدرة : “إنه بفضل هاته الطاقة التي نضعها فوق الورقة نتمكن من تحرير الذات. الكتابة هي القادرة على أن نلطف الواقع وأن ندفع الشرور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى