كلمات: الأمين الشابي
شعوب تعيش حلاوة العسل و لكنّهم مستاؤون
ومرارة بطعم الحنظل تغزو كلّ العيش بفلسطين
البعض وراء الغانيات الشقراوات لاهثون باحثون
أهلنا بلا ماء ولا غذاء ولا دواء وهم صابرون…
هناك غير بعيد عن أرض العروبة ينتشي البعض
بخصر راقصة تتلوى أمامهم عارية كثعبان لعين
يغدقون عليها المال والجسد وما ملكت اليمين
هنالك القدس تدنّس والنّار ملتهبة بكلّ فلسطين
هنا معبر مغلق ومفاتيح أقفاله لدى أحد الشياطين
بأفخر مكان منتظم أممي لاحول له يئنّ في السرير
جامعة عبرية الهوى هنالك فاقدة للحس والضمير
تبيع الكلام فمن يشتري بعد أن أضحت كالحقير
لا صوت لها ولا موقف سوى التنديد والشخير
وغير بعيد، غرب منافق يدّعي التحضر بلا ضمير
ازدواجية المعايير يمتطي، مدافعا عن شيطان حقير
هنا دم رفيع و باقي الدماء بفلسطين هي بول بعير
أما آن الأوان لتستيقظ الهمم والبعض من الضمير
ليرجع الحق لأصحابه ألا يكفيكم الموت والتهجير
فلسطين سجن كبير أضحت وأغلال و ظلم مثير..
عقود تجاوزت السبع ولا استنهاض و لا قرير
بهتان هي وعودكم و قضم الأرض قدما يسير
الموت طال الكل ولم يسلم منه لا شيخ ولا صغير
الموت أضحى خبزهم اليومي فإلى أين المسير
فتنادت المقاومة لوقف الهمجية وإطلاق الأسير
فجأة استفاقت الضمائر النائمة منددة بالإرهاب
باركت للجلاد الدفاع عن نفسه وتراه بذلك جدير…
و حين استعصت الضحية و أذاقت الجلاد الحقير
كأس الموت، تنادت زبانيتها بحرا بطائرات تطير
و لكن رغم عتادكم و عساكركم و نيرانكم الكثير
مقاومة بوصلتها فلسطين وإرادة صلبة و تدبير
نازلت الجيوش فأردتها بين قتيل و جريح و أسير
