صالون الصريح

الأمين الشابي يكتب/ إقليم K J B B: قدرات رهيبة ومؤشرات تنمية ضعيفة و لكن..

chebbi
رصد: الأمين الشابي

كثر الحديث هذه الأيّام عن تقسيم البلاد إلى أقاليم خمسة بل وكثر الكلام الفلسفي الصعب و التأويلات السطحية حول ماهية هذا التقسيم و خاصة من قبل المنخرطين في أحزاب بعينها…

هؤلاء لم يعجبهم العجب، ودون روية، شحذوا سكاكينهم، وظلّوا يقلّلون من قيمة هذا التقسيم ولكن دون شرح و لا تفسير ولا تعليل لمواقفهم الرافضة لهذا التقسيم… شعارهم في ذلك ” معيز و لو طاروا “.

قدرات كبيرة

ونحن لا ندّعي في العلم فلسفة و لا في المعرفة ادّعاء، و لكن إذا ما بيّنا بالدّليل قوّة مثل هذه الأقاليم و قدراتها الرهيبة وقدرتها على التصدي لكل التحديات لو تجمّعت ولايات الجمهورية في مثل هذه الأقاليم لكانت الصورة مقنعة والمقاربة واضحة.
وحتّى نبسّط هذا التجميع للولايات (و لا أقول التقسيم) في اطار أقاليم و سنستنجد في ذلك بالإقليم الأوّل، بحكم معرفتي به، و الذي يضم ولايات، الكاف و جندوبة و باجة و سليانة أو ما يعرف اصطلاحا بالـ ” K. J. B. B ” و نبيّن قدرات هذه الولايات مجمّعة لأدركنا منافع ذلك (و اليد وحدها ما تصفقش)…

قدرات هامّة بهذا الإقليم

يكفي تقديم بعض القدرات لهذا الإقليم و بعض المؤشرات التنموية له – و التي مدّنا بها مشكورا الخبير الفلاحي السيد خليفة الهمامي – لنقف على نقاط قوّة مثل هذا التجميع لهذه الولايات الأربعة للشمال والشمال الغربي.
المساحة الجملية لهذا الإقليم الأول تعدّ 15678 كلم2 ( أي 1.5678 مليون هك ) و عدد السكان فيه يصل إلى 1.5 مليون نسمة و عدد ولاياته 4 و عدد معتمدياته 44 و عدد العمادات فيه تعدّ 383 عمادة. في حين تصل معدل الأمطار السنوية بين 450 مم إلى 600 مم مع شريط ساحلي بـ 260 كلم و موارد مائية في حدود 2.7 مليار 3.
أما عدد السدود الكبرى فهي 19 سدّا بسعة 1.8 مليار م3 من جملة 2.3 م3 وطنيا.

أمّا فلاحيا فتحتوي على مساحات سقوية في حدود 120 ألف هكتار أي ما يمثّل 30 بالمائة وطنيا. أما الأراضي المحروثة هي 900 ألف هكتارا و الغابات و المراعي تغطي 600 ألف هكتارا، في حين الزراعات الكبرى فيه في حدود 700 ألف هكتارا ( من جملة مساحة تعدّ 1 مليون هك وطنيا ). و هذا الإقليم يتضمن على 5 معابر برّية و شريط حدودي برّي 262 كلم إضافة إلى 35 من المحميات الطبيعية و شبكة طرقات سيارة بـ 200 كلم و سكك حديدية بـ 600 كلم فضلا عن مطارات بطاقة استيعاب بـ 300 ألف مسافر، زائد الميناء التجاري و مواني الصيد البجر الـ 8. و جامعة واحدة و 4 مدارس هندسة بكامل الإقليم.

مؤشرات التنمية لا تعكس القدرات المتاحة

مؤشرات التنمية بهذا الإقليم رقم 1 و الذي يضم كما أسلفنا ولايات الكاف و جندوبة و باجة و بنزرت، فهو يعدّ نسبة فقر بـ 28 بالمئة ونسبة أميّة بـ 30 بالمائة و نسبة بطالة بـ 30 بالمئة بل و يتضمن على 5 معتمديات تعدّ من الأكثر فقرا من جملة 10 معتمديات على المستوى الوطني، باعتبار و أنّ مؤشر التنمية الجهوي في هذه الولايات لا يتجاوز الـ 0.480 ( المعدل الأقصى وطنيا بـ .670 ) أمّا معدل ترتيب ولايات هذا الإقليم في التنمية هو 17.7 في حين أن معدل ترتيب الإقليم الثاني – على سبيل المقارنة – هو في حدود 6.6.

الخـــلاصـــة

انطلاقا من هذه الأرقام الحقيقية للقدرات الرهيبة لهذا الإقليم الأول، على سبيل المثال، و مقارنتها بمؤشرات التنمية عموما خاصة على نسبة مستوي البطالة و نسبة الجهات الأكثر فقرا و الأعلى أميّة، نستشف و أنّ هناك تضارب بين كل هذه القدرات و مؤشرات التنمية فيه بل يدل على عدم توازن جهوي بين هذه الولايات المكونة لهذا الإقليم الأول.

وقد يكون لهذا التجميع الأثر الإيجابي في استعمال كل هذه القدرات و تثمينها من أجل تحقيق توازن بين هذه الجهات، خاصة إذا ما تمّ حسن توظيف هذه القدرات في الأوجه الصحيحة. و بالتالي يمكن استعمال هذه المقاربة على كافة الأقاليم لنقف على حقيقة الوضع وأين يكمن موقع الخلل…

بل كلّ ما أتمناه أن تتمّ معالجة كلّ ما هو جديد و كل هذه المبادرات من زاوية إيجابية بعيدا عن الفخاخ الحزبية التي لا تجدي نفعا و قد جرّب المواطن التونسي كل هذه الأحزاب التي اتضح أنّها بعيدة كل البعد على ما يخدم البلاد و العباد، بل شغلها الشاغل هو تحصين موقعها على الخارطة السياسية و كفى بالمؤمنين قتالا…
وإلاّ ماذا يعني عدم تنظيم مؤتمرات هذه الأحزاب والحال مضى على بعض أمنائها العامين أكثر من 4 قرون بلا تجديد؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى