محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في قرقنة وصفاقس ثم ودع: محمد التومي

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم محمد بن أحمد بن حسن التومي ولد بقرقنة يوم 5 جوان 1921، هذا العلم شاء له القدر أن يموت والده ويتركه مع أخته الوحيدة صغيرا في عيش اليتم، ومن اليتم يتعلم الاعتماد على نفسه وينخرط في العمل ومع العمال ويدافع عن حقوق العمال…
لبس لباس العمل
هذا العلم كفله في صغره ويتمه في صفاقس رجل الفضل والخير (عاشور) أدخله المدرسة، وفيها تحرر من الأمية واكتسب علما وثقافة تكفيه لينخرط في المجتمع ومع الناس في العمل والشغل، ترك هذا العمل وهو في نهاية الخامسة ابتدائي ولبس لباس العمل والعمال، وانتقل بين مواقع ومهن متعددة إلى أن استقر في شركة الملاحة كقائد رافعة ترفع الملح المصنع من أماكن تجفيفه ليتم تكديسه…
ظلم واعتداء
في هذا الموقع اكتشف صاحبنا محمد التومي ما يقاسيه العمال من ظلم واعتداء على حقوقهم وسوء حالهم وظروف عملهم، فأسّس أول نقابة بالبلاد التونسية لعملة الملاحةً سنة 1937 تطالب للعمال بتحديد أوقات عملهم وأجرهم الأدنى..
هذا العلم العامل النقابي تعامله السلطة الفرنسية بالطرد فاعتمد على نفسه واشترى مركبا صغيرا لصيد النشاف، ولما حقق كسبا اشترى مركبا ثانيا صغيرا لصيد الأسماك، لأنه كوّن نقابة وعرف دور النقابة في الدفاع عن حقوق العمال انضم إلى الزعيم النقابي فرحات حشاد وسانده.. لما أضرب عمال مدبغة على ملك معمر فرنسي وهددت السلط الفرنسية العمال بالجيش دعاه الزعيم النقابي فرحات حشاد لمساندة عمال المدبغة بإضراب عمال الملاحة فاستجاب ونفذ، خافت السلطة الفرنسية من معركة دموية فسحبت الجيش…
ساهم في ثورة التحرير
لما اندلعت ثورة الكفاح الوطني سنة 1952 تقدم وساهم فيها بجمع الأسلحة لتزويد الثوار في الجبال كان يجمع الأسلحة ويأخذها معه وهو متنكر بلباس جندي، فيذهب بها بسيارته إلى مسكن الزعيم النقابي المناضل عبد العزيز بوراوي…
ولما انتهت الثورة باستقلال تونس ساهم وانخرط في بناء الدولة المستقلة أسّس شركة لصنع السفن الحديدية، وكان من أكبر مصدري الرخويات ساهم في بناء بعض المدارس الابتدائية وتأسيس مشاريع خيرية..
طالب ببعث معهد ثانوي بقرقنة يريح تلاميذ قرقنة من السفر إلى صفاقس فطالبوه ببعث مركب سكني للأساتذة فاستجاب فبناه وحقق المطلوب…
حياته الأسرية
في حياته الاجتماعية الأسرية تزوج السيدة الفاضلة نبيهة بوراوي فأنجبا أربع بنات وخمسة أبناء تلقوا تربية وتعليما، ومن مرحلة شبابهم دخلوا ميدان العمل فأخذوا مواقع شرّفت الوالدين وشرّفت تونس وأذكر منهم تلميذي المحامي فرحات التومي الذي كان ومازال خير سند لجمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس…
لما حان أجله يوم 10 فيفري سنة 2004 ودع دنياه الفانية والتحق بالدار الباقية وكتابه بيمينه فودعته أسرته وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟