كتب: صالح الحاجّة
ذكرني فيلم ‘أنف وثلاثة عيون’ من بطولة ظافر العابدين الذي يُعرض هذه الأيام في تونس لأول مرة في ذكرى لطيفة بيني وبين صالح جغام صديق العمر ‘ربي يرحمو’..
في السبعينات قرأنا ان إحسان عبد القدوس أصدر رواية جديدة عنوانها ‘أنف وثلاثة عيون’ وكنا ندمن قراءة كل ما يكتبه عمنا إحسان …
وانتظرنا وصول الرواية الى تونس بشوق ولهفة انتظار الحبيب لحبيبته …
وذات يوم سمعنا ان الرواية معروضة للبيع بمكتبة “صاليبا ” بشارع الحبيب بورقيبة …
‘ما نحكيلكمش’…سكرنا بالفرحة وذهبنا ذات مساء الى المكتبة …صالح اشترى نسخة …وانا اشتريت نسخة …
كان ثمن النسخة على ما اذكر حوالي 3 او 4 دنانير …وهو مبلغ بحساب ذلك الزمن كبير …ولكننا تحملناه على حساب قوتنا اليومي …وتلك كانت عادتنا ..
كنا ناكل الجرائد والمجلات والكتب كثيرا وناكل الخبز الشايح قليلا …
وعندما خرجنا من المكتبة ونحن سكارى رقصنا في شارع الحبيب بورقيبة …
كنا في منتهى السعادة وكاننا حصلنا على سيارة فخمة …أو فيللا ضخمة …
انه جنون ولا شك …ولكنه جنون جميل …
