فنون

الهوارية: رغم المنع وضيق المكان..سهرة ‘أوبريت’ الموسيقية تقتلع الإعجاب

عادة ما يكون فصل الصيف، موسم الحفلات الموسيقية والمهرجانات الثقافية والأعراس متنفسا لكل العائلات التونسية في غالبية المدن وقراها، وهو دليل على تشبّع الشعب التونسي بثقافة الحياة محافظا على تقاليده ونمط عيشه طيلة قرون خلت..

وفي إطار أنشطة دار الشباب بالهوارية المؤسسة النشيطة الوحيدة التي تحاول استقطاب الشباب بأنشطة متنوعة تساعده على التعرّف على خبايا الحياة من خلال برامج تثقيفية وتنشيطية تصقل مواهبه وتساعده على مجابهة التحديات في مستقبله العلمي والعملي…

سهرة ‘أوبيريت’

وفي هذا الإطار حاولت دار الشباب تنظيم سهرة موسيقية في شكل ‘أوبريت’ تؤثثها مجموعة من الاطفال والشباب الناشط بدار الشباب بقيادة المايسترو الدكتور والأستاذ الجامعي الطاهر بن سويسي الذي سهر على تدريس المجموعة علوم الموسيقى طيلة مواسم، ممّا أهلهم لتسلق أعلى المراتب في العزف على مختلف الآلات الموسيقية والغناء الراقي من التراث التونسي الأصيل والانفتاح على الثقافات الأخرى التي تشبهنا…

1

لماذا المنع؟

وكان في الحسبان أن تحتضن إحدى المؤسسات السياحية بالمدينة هذه السهرة القصيرة في مدتها لكنها مليئة بالمعاني الراقية لذاكرة الأطفال والشباب المشاركين في
‘الأوبريت’ وانطلقت التحضيرات على قدم وساق، لكن فجأة كل شيء ‘طاح في الماء’ بإشارة من سلطة الإشراف التي طبّقت القانون وفق المنشور الصادر عن وزير الداخلية والذي يمنع اقامة الحفلات في الأماكن العشوائية التي لا تتوفر فيها شروط السلامة…

ورغم توفر الشروط في المؤسسة السياحية التي احتضنت اكبر التظاهرات الثقافية و الاجتماعات الرسمية الحكومية وغيرها من الانشطة الجماهيرية، ورغم الحاح المنظمين إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل،..ويبدو أن إرادة سلطة الإشراف غابت ممّا حرم الطفولة من الاستمتاع بسهرتهم التي استعدوا لها طيلة مدة زمنية…

2

قاعة صغيرة!

ليتم في آخر المطاف اللجوء إلى قاعة صغيرة بدار الشباب، في حرارة مرتفعة أقلقت العازفين والحضور كثيرا، ستبقى لهم ذكرى سيئة على نفسيتهم الهشة في حياتهم إن لم يتم تداركها في قادم الأيام.

نداء عاجل إلى هؤلاء

ومن هنا نطالب السلطات الجهوية بالابتعاد عن سياسة المنع العشوائي والمساهمة من جهتها في مكافحة التصحر الثقافي الذي تعيشه غالبية المدن والقرى التونسية على غرار مدينة الهوارية التي تفتقد الى فضاء كبير يحتضن التظاهرات الثقافية الصيفية والمساهمة في نشر الفرحة في صفوف الشعب التونسي أينما كان..
وعدم الاقتصار على المدن الكبرى التي تتمتع بفضاءات كبيرة مؤهلة لاحتضان العروض و التظاهرات الثقافية المتنوعة حتى تنتصر ثقافة الحياة على ثقافة المنع العشوائي.
وتكون الثقافة للجميع أسوة بالصحة والتعليم والشغل والكرامة…

عزوز عبد الهادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى