فنون

مهرجان بنزرت الدولي: في عرض ‘العزارة’… الجمهور انتشى رغم المحتوى (صور)

أمام حوالي 6 آلاف من الحضور الجماهيري، بمختلف الشرائح العمرية، و بحضور رسمي مثّله كلّه من والي بنزرت، سمير عبد اللاّوي، صحبة الكاتبة العامة للولاية، لبنى عبيد، والمعتمد الأول، الحبيب الخرشاني، و معتمدة بنزرت الشمالية، سامية بوعلاق، والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية، فوزي بن قيراط…

بالاضافة إلى حضور عدد من أعضاء مجلس النواب عن ولاية بنزرت يتقدمهم سامي السيد، و بتنظيم محكم ساهمت فيه كلّ من إدارة المهرجان و الأمن و الحماية المدنية، أعطى سامي الحنيني، رئيس مهرجان بنزرت الدولي، إشارة انطلاق هذه الدورة عدد 40 و ذلك بعرض ‘العزارة’.

نجاح جماهيري رغم محتوى عرض الافتتاح
عرض العزارة بنزرت

‘العزارة’، هذا العرض الذي افتتح الدورة 40 من مهرجان بنزرت، و الذي واكبه جمهور هام يبدو أنّه متعطش إلى أجواء الزهو و الطرب، حيث قدم بأعداد هامّة لمواكبته، وهذا يُحسب بمثابة النجاح الجماهيري ” للعزارة ” إذا اعتبرنا الحضور الهام الذي غطى المدارج و الكراسي، خاصة إذا ما علمنا أنّ عرض ” العزارة ” هو لأوّل مرّة يقدم عرضه في إطار مهرجان دولي.
لذلك اجتهد الساهرون عليه لخلق أجواء منعشة و ” شو” يشدّ الحضور، زاده ألقا و نجاحا تنشيطه و باقتدار، من قبل الإعلامي عبد الواحد عبد الرحمان بمعيّة الممثل الشاب مالك بن سعد.

انطلاق ‘العزارة’ رغم الحرارة

هذا، و قد انطلق الحفل بعد الساعة العاشرة ليلا رغم حرارة الطقس، وذلك بقيادة المايسترو محمد العكروت و ذلك بدخلة جميلة من قبل عازفي إيقاع ” الطبل ” ممّا ألهب الجمهور منذ البداية وهيأه لعيش أجواء منعشة في هذه السهرة الافتتاحية…
ليعتلي بعد ذلك الفنان الشاب صاحب الصوت الجميل والمقنع ” هشام السعدلي ” صحبة مجموعة من الراقصين و الراقصات و عناصر الفرقة الـ 14 فردا ( بين عازفين على الآلات الإيقاعية و النفخ، طبل و مزود و دربوكة و بندير، أو على الآلات الوترية و أيضا على الآلات الحديثة ) ليقدّم العديد من أغاني التراث على غرار ” جيت نعوم الموج قبلني ” و ” عيروني بيك يا حمّة ” ثمّ ليشاركه بعد ذلك المطرب الشعبي، مالك جرمانة – و هو ابن المرحوم لطفي جرمانة – ليقدّم هو أيضا بعض الأغاني مثل ” و الله وجعتوها ما تضربوش البت ” و ” بينك و بينك يا الحبيبة ” و ” يا لا .. يا لا ..يا لو ” ليعود الفنان هشام، ويقدم وصلة ثانية احتوت على أغاني روحية من بنزرت على غرار ” بابا سالم يا رايس البحرية ” و ” خمّر يا الخمّار ” –

وعندها صعدت مجموعة معه تحمل الأعلام و السناجق وهي ترقص على تلك النغمات الروحية – ليتخمّر الجمهور و يختلط الحابل بالنابل وترحل الأجساد إلى عالم الروحانيات وهي لا تعرف الهدوء، كما الحناجر لم تعرف إلاّ الصياح، ليزيدهم في إضفاء المزيد من الانتشاء بأغاني ” جيبولي خالي ما نموتش ” و ” علامها يا لميمة ” و ” أمان أما يا ألماني ” بل يمكن القول – في وصف الأجواء – و كأنّ الكلّ تحرّر ممّا يكبّله وترك العنان للأجساد لتتمايل و الحناجر لتعبّر. وليزيد الفنان في احماء الوطيس بأغاني بنزرتية لحما و دما على غرار ” يا سيّدة يا نغّارة ” و ” يا مازري حلّ البيبان ” و ” لينعش الأجواء الراقص ” محمد سليم الفزاني” برقصه المميّز طوال السهرة و الذي ابدع خاصة مع أغنية ” سيدي منصور ”

تجربة تبشر بالخير رغم الهنات..
عرض العزارة بنزرت 2

عموما، إذا أردنا تقييم عرض ” العزارة ” و الذي لأوّل مرّة يعتلي مسرح مهرجان بنزرت الدولي، و بالرغم من بعض الهفوات خاصة على مستوى الانتشار على الركح أو سوء ” الإخراج ” في بعض الحالات. و قد يرجع ذلك ربما لقلّة الخبرة، و أيضا لخلطه لعديد من ألوان الفن، حيث لا تفهم هل هو حفل طربي أو تراثي أو روحاني ، بل يمكن القول بأنّه خليط من هذا و ذاك، و لكن و رغم كلّ ذلك اجتهد الجميع لإسعاد الحضور و خلق الأجواء المنتعشة في وسط الحضور و نرى و أنّ ” العزارة ” قد نجحت في ذلك إلى حدّ كبير، خاصة إذا ما اعتمدنا على رضاء الجمهور العريض على العرض و مظاهر الانتشاء عنده التي رافقته طيلة العرض.

كلمة الختام، شكرا للجميع

نقول فيها شكرا للجميع، لإدارة المهرجان عموما و التي لم تحرم الجماهير من تنظيم هذه الدورة عدد 40 بالرغم من كلّ ما حدث من مشاكل كادت أن تعصف بهذه الدورة وبالرغم من محدودية الدعم.
وأيضا الشكر الموصول كذلك للسلطة الجهوية و المحلية و الثقافية لتدخلها في الوقت المناسب لرأب الصدع بين الفرقاء و تنظيم هذه الدورة الجديدة، و لنختم بتحية شكر و اكبار لكل أعوان الأمن و الحماية المدنية لمساهمتهم الفعالة في إنجاح هذا الافتتاح بدون أن ننسى دور الإعلام الفاعل و المناصر في إشعاع حظوظ مهرجان بنزرت الدولي على أكثر من صعيد.
و على هامش انتهاء هذا العرض الافتتاحي، تمّت العديد من التكريمات، نالها كل من السادة و السيدات، سامي الحنيني و مهدي السيفاوي و مجموعة ” الديسكو العربي ” و الراقص محمد اسلام الفزاني و الفنانون أيوب جرمانة و هشام السعدلي و يسري مقداد و المنتج محمد الرزقي و الممثل مالك بن سعد و سليم بالقاضي و منتجة عرض ” العزارة ” عفاف الجويني.

مواكبة: الأمين الشابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى