رياضة

الكرة الطائرة: بعد رحيل ‘ملك التكوين’…غابت الألقاب عن نسر الهوارية

عندما يتحدث أحباء لعبة الكرة الطائرة في تونس وخاصة في الهوارية عن تكوين الشبان وصقل المواهب و حصد الألقاب، حتما سيذكر اسم الراحل العزيز على قلوبنا المدرب والمربي حامد الحشايشي الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في سماء الكرة الطائرة التونسية…

وعُرف عن المرحوم جديته في العمل والصرامة على الميدان سواء في التمارين أو في المقابلات الرسمية، في الرياضة المدنية أو في الرياضة المدرسية بصفته أستاذا في التربية البدنية، كما التصق اسمه بجمعية نسر الهوارية أيما التصاقا لما كان لاعبا أو مدربا في ما بعد، علاقته بتكوين اللاعبين لا تحصى ولا تعد…
غرامه بحصد الألقاب بلا حدود ملّم بكل أبجديات لعبته المفضلة وقوانينها، لا يترك شاردة ولا واردة الا و سلط عليها الضوء بقوة المحب لنسر الهوارية وقوة المدرب وقوة المربي، كلمته مسموعة في زواريب الكرة الطائرة ، يرفض الطيران خارج حدود الهوارية لانه ‘وكري’ بطبعه ولما غادر للعمل في الخليج سرعان ما رجع إلى وكره الاصلي وتواصلت المغامرة ورحلته مع نسر الهوارية قبل حصول القطيعة ليس بينه وبين جمعية النسر بل مع مجموعة مسؤولين لا تؤمن بالكفاءات والخبرات…

وكانت النتيجة أصفارا على كل الجهات وكم حز في نفسه أن يرى جمعيته التي ترعرع فيها أصبحت بلا هوية وبلا القاب، شاهدها تبحر بلا بوصلة وخيّر الصمت بعد كلامه المباح الذي قوبل بالاستهجان والنعوت الركيكة، وأقلق البعض، وترجل الملك فجأة ، بكاه الجميع، بكته الألقاب المكدسة في مقر جمعية نسر الهوارية و بكته الميداليات التي وشحت صدره في كل موسم رياضي وبعد رحيله جفت عيون الألقاب وعيون التكوين، وكأنه انتقاما له أو جبرا للضرر ضد كل من حاول طمس مسيرته الرياضية الطويلة الحافلة بالايجابيات شابتها سلبيات عديدة لم تؤثر على المضمون.
رحم الله المدرب والمُربي حامد الحشايشي رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.

عزوز عبد الهادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى