صالون الصريح

صلاح الدين المستاوي يكتب: خواطر من وحي مؤتمر البحرين للحوار الاسلامي الاسلامي

mestaui
كتب: محمد صلاح الدين المستاوي

في مؤتمر الحوار الاسلامي/ الاسلامي الذي انعقد مؤخرا في البحرين نوهت لدى تدخلي في الجلسة قبل الختامية بما سبق أن أشار إليه فضيلة الشيخ احمد الطيب في كلمة افتتاح المؤتمر انه في خمسينات القرن الماضي إلى ما تركته دار التقريب بين المذاهب من مادة علمية غزيرة تعد بآلاف الصفحات في عشرات المجلدات في التقريب بين المذاهب الإسلامية…

وما بادر اليه الازهر من إدخال فقه مذاهب: الزيدية والاباضية والجعفرية والأمامية في مناهجه الدراسية و ماتابع به هذا المسار مجمع الفقه الإسلامي الدولي على يدي ابن الزيتونة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة رحمه الله وفر للأمة بمختلف مكوناتها المذهبية زادا وثروة فقهية تتحقق بها المصالح ويستجاب بها الى ماجد من نوازل وما علينا إلا ان نمضي في سبيل التجسيم العملي تاركين جانبا ازدواج الخطاب مندفعين كلا الىى منظوريه في معاهد التعليم وفي المساجد والحوزات الى تجسيد مفهوم الأمة الواحدة والجسد الواحد والبنيان المرصوص .
وحملت القادة الدينيين من علماء الأمة المسؤولية امام الله وامام التاريخ بأن يستجيب لنداء الواجب في جمع الكلمة ووحدة الصفة باعتبار وحدة مصيرها.
وناشدت بما قامت به الجامعات العريقة الزيتونة و القرويين والازهر ومثلها الحوزات العلمية من أدوار تذكر فتذكر وهي التي لم يتخرج منها إرهابي .
واليوم تاتي دعوة شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب لهذا المؤتمر والذي شاركت فيه مايزيد على 60 دولة و حضره مايزيد على 400 عالم ورئيس هيئة من كل أنحاء العالم ملبين دعوة رئيس هيئة حكماء المسلمين ورئيس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في البحرين التي انعقد هذا المؤتمر الكبير تحت اشراف ملكها الذي استقبل المشاركين في قصر حكمه واقام على شرفهم مأدبة غداء والقى فيهم كلمة ثمنت هذا المؤتمر وباركت جهوده في جمع كلمة الأمة .
والامل في الله كبير ان يقع الانطلاق منه في برنامج عملي يلتزم به الجميع في ظرف دقيق تمر به الأمة لا يمكن ان تقع الغفلة عنه وعدم التنبه إليه، في فلسطين التي يتعرض شعبها الى التفعيل والتهجير الجماعي من ديارهم من طرف قوة ظالمة مدعومة من أطراف لا تخفى مزاياها كل ذلك كان حاضرا في أذهان المشاركين مما يشحذ هممهم لجمع كلمتهم وتوحيد صفهم.
كان مسك الختام لهذا التدخل إيراد مقولة ذهبية لسماحة الشيخ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله ودرت في كتابه( أصول النظام الاجتماعي في الاسلام( جاء فيها.
(وفيما عدا ما هو معلوم من الدين بالضرورة من الاعتقادات:
فالمسلم مخير في اعتقاد ما شاء منه الا أنه في مراتب الصواب والخطأ
فللمسلم ان يكون سنيا سلفيا او أشعريا أو ماتريديا وان يكون معتزليا أو خارجيا او زيديا أو أماميا.
وقواعد العلوم وصحة المناظرة تميز ما في هذه النحل من مقادير الصواب والخطأ والحق والباطل ولا نكفر أحدا من أهل القبلة)
من كتاب أصول النظام الاجتماعي في الإسلام ص 172 طبعة الشركة التونسية للتوزيع و الدار العربية للكتاب 1977

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى