صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يكتب: في قصة السيدة مريم وابنها عيسى عليهما السلام…

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

القرآن في عدد من آياته وسوره قدم قصة مريم وعيسى إذا لخصناهما قلنا…كانت المرأة (حنة) زوجة القسيس العابد عمران تنتظر حملا وولادة ولكن السنوات تمر فلم تحمل…

دعت الله فاستجاب

ويروى أنها في يوم رأت عصفورة تزقق فراخها فتوجهت إلى الله تطلب منه أن يكرمها بما أكرم به العصفورة..دعت الله فاستجاب، حملت (حنة) فنذرت للرحمان مولودها ليكون واحدا من العباد في بيت الله وقبل ولادتها يتوفى زوجها عمران وفي الشهر التاسع من الحمل ولدت فإذا المولود (أنثى)…

وجرت العادة أن بيت العبادة يخدمه الرجال لا النساء فكرت وقررت بعد أن أرضعت ابنتها التي سمتها مريم سنتين، تقدمت للقسيسين وسلمتهم ابنتها مريم فقبلوها واستقبلوها بفرح وأقرعوا بينهم ليعرفوا أي واحد منهم يكفل مريم وخرجت القرعة على زكرياء عليه السلام، استقلت مريم في مكان خاص وكان زكرياء يزورها ويتعهدها وإذا به يرى بين يديها في الصيف فاكهة الشتاء وفي الشتاء يجد عندها فاكهة الصيف…

لم يمسسني بشر

فقال لها أنى لكِ هذا؟ قالت من عند الله ولما كان زكرياء على كِبر سنه لم يرزق مولودا فقد توجه إلى الله داعيا أن يهب له مولودا واستجاب الله وحملت زوجة زكرياء وولدت يحي عليه السلام، ونعود لمريم وقصتها في القرآن الكريم فقد جاءها وهي في عزلتها من يقول لها (أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) تعجبت مريم واستغربت واستنكرت فقالت: (أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكن بغيا) قال: (كذلك قال ربك)..

تحقق ما أراد الله

وتحقق ما أراد الله شعرت مريم بالحمل في بطنها فماذا فعلت وقد خافت من الفضيحة؟ حملت حملها في بطنها وتوجهت نحو مكان قصي لا يطرقه الناس ونزلت تحت جذع نخلة (فأجأها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مِتُ قبل هذا وكنت نسيا منسيا)…ونزل المولود فتكلم في المهد وناداها نادى أمه وقال لها (لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا فهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا)..
مريم تسمع وليدها يتكلم ويوجه وتهز جذع نخلة فيتساقط عليها الرطب وماء النخلة، فتحققت أنها ولدت مولودا له عند الله شأنه فارتاحت ولكن فكرت في كلام الناس ماذا تقول لهم وقد يتهمونها؟
فكلمها وليدها وقال لها (إما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيا)..وكذلك كان.. رأى الناس مريم تحمل وليدا فاستنكروا سألوا أشارت إليه فتكلم الوليد عيسى وقال (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا وبرا بوالدتي)…

شُبّه لهم..

وشبّ عيسى بين قومه وينزل الله عليه الإنجيل ليصحح به ما زاده اليهود وحرفوه من التوراة ويؤمن به البعض ويكفر آخرون ويقول لهم إنه يبشر برسول يأتي بعده اسمه أحمد ـ وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ـ ويتفق البعض على قتله وصلبه ويقولون إنهم صلبوه ولكن الله في القرآن يُكذّبهم ويقول: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم بل رفعه الله إليه) ويدعي بعض المسيحيين أن المسيح عيسى هو الله، ويدعي آخرون أنه ابن الله وفي القرآن نجد ردا على هذا (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك أن أقول ما ليس لي بحق أن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علاّم الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم)…
ولهذا نحن المسلمين نؤمن بعيسى عليه السلام رسولا من رسل الله أنزل عليه الإنجيل لم يُقتل ولم يُصلب بل رفعه الله إليه في كيفية لا يعلمها إلا الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى