فنون

التلفزة الوطنية تودع الهداوي وشوشان بأسلوب ‘دار لقمان على حالها’..

كتب عامر بوعزة
ارتجلت القناة الثانية برنامجا خاصا بفقيدي الثقافة والفن في تونس (فتحي الهداوي وفرج شوشان) واستضافت للغرض مجموعة من الضيوف للإدلاء بشهاداتهم حول الفقيدين…

المبادرة كانت جيدة خاصة وهي تصدر عن قناة مهمتها الأولى إعادة مسلسلات الزمن الجميل. لكن بما أن النية الطيبة وحدها لا تكفي فإن لي ملاحظتين أود عرضهما على أنظار من يهمه الأمر:

أولا: البرنامج كان (إذاعيا) بامتياز، ولم نر فيه أي اجتهاد لدعم شهادات الضيوف بصور فيديو، وهذا غريب لأننا أمام شخصيتين أثرتا الخزينة السمعية والبصرية بآلاف الكيلومترات من الأشرطة، وكان يمكن تكليف فريق كامل منذ الصباح بإعداد مجموعة تقارير مختلفة تنطلق من زوايا محددة حول تجربة الفقيدين.

حتى يكون لهذا العمل بعد توثيقي ويتجاوز حدود الانفعالات العاطفية والآراء الانطباعية والشهادات الإخوانية وهي على أهميتها ليست ذات قيمة مستدامة.
ثانيا: سيظل (التنشيط) نقطة الضعف الأبرز في التلفزيون العمومي فمقدمة البرنامج كانت تثرثر كثيرا، وتقاطع ضيوفها، وتعطي الأولوية لضيف الهاتف على ضيف الأستوديو (وكأنه يخاطبها من أمريكا!) إلى غير ذلك من الهنات التي تدل على أن (منشطات) التلفزيون لا يستفدن البتة من فترات (البطالة) التي يقضينها طوال العام للتدرب والاستعداد الجيد…وبذلك تضيع الفرص الواحدة تلو الأخرى، وتظل دار لقمان على حالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى