الأمين الشابي يكتب: سقطت ‘البقرة السورية’ فـ شحذوا سكاكينهم..

كتب: الأمين الشابي
نقولها للمرّة الألف، حتى لا نتهم بالوقوف مع أي نظام دكتاتوري عربيا كان أو غربيا، حين نتناول من وجهة نظرنا بعض ما يحاول الإعلام الموجه التغاضي عنه وإخفاءه حول المسألة السورية..
بل ويحاول، بكل السبل، شحذ سكاكينه لمساعدة الأعداء على التشفي من هذا النظام أو ذاك. بل ما يهمنا اجمالا راحة الشعب السوري وبقاء الدولة السورية قوية، ثابتة على القيم الإنسانية وواقفة مع القضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومع القضايا الإنسانية عموما.
نقول مثل هذا الكلام لما لاحظناه من تركيز بعض الجهات الإعلامية على الإمعان في سلخ جلد النظام السوري، وقد أصبح بعد رحيله جثة هامدة. بل نذكر هؤلاء الجهابذة في الإعلام بالمثل العربي الذي يقول ” ما همّ الشاة سلخها بعد ذبحها”. باعتبار تركيز بعض القنوات الإعلامية على كل سلبيات النّظام السوري السابق والتغاضي عما يهدّد الدولة السورية في وجودها وما يلحقها من انتهاكات هنا وهنالك من قبل أعدائها…
التغاضي على انتهاكات العدّو
نعم سقط نظام الأسد في سوريا، وهذا نتيجة للعديد العوامل، قد نرجع إليها لاحقا – في ورقة أخرى – ونخوض فيها. لكن ما يهمّنا الآن هو الإشارة إلى لاحظناه من تكالب للمساهمة في تمزيق جسد هذه الدولة العربية العزيزة على كلّ عربي له نخوة الانتماء إليها. باعتبار وأنّ جهات معادية للنظام السوري من العرب أو غيره، تمعن – خدمة لمصالح معيّنة – في تشويه هذا النظام مستغلة في ذلك كل الوسائل المتاحة والمناسبات لإظهار عيوبه والتعتيم على كل ما قدمته، سوريا دولة وشعبا، من خدمة جليلة للقضايا العربية منذ عقود بل وما تحمّلته من قضم لأراضيها وهي التي خاضت 4 حروب ضد الكيان الصهيوني منذ 1967.
هذا الذبح، وبطريقة ممنهجة لتمزيق هذا الوطن السوري، يقوده دائما الكيان الصهيوني ومن آمن بطروحاته في وطننا العربي..
“صيدنايا “سجن ككل السجون العربية السيئة الذكر ولكن؟
وحتّى نقرّب الصورة للقارئ الكريم، وتكون أكثر وضوحا أمامه وبعيدا عن كل المغالطات، نضع سؤالا مفاده، لماذا كل هذا التركيز على سجن “صيدنايا”؟ وكأنّ سوريا الوطن وسوريا التاريخ وسوريا 8 آلاف سنة حضارة وسوريا المواقف وسوريا الاكتفاء الذاتي على كلّ الصعد، نختصرها في صورة ذلك السجن؟
فهل جل البلاد العربية خالية من السجون؟ وهل في سجونها يتم تقديم الورود لنزلائها، ويتم تقديم حفلات ومسرحيات وأفلام للترويح عنهم؟ يكفي استغباء للمواطن العربي ويكفي خدمة لأعداء العرب، ويكفي انبطاحا.
نعم النظام العربي السوري، كجل الأنظمة العربية، لها من السجون أكثر من عدد المدارس ربما، ولها من الطرق الجهنمية للتعذيب ما فاقت بذلك ربما حيل الشيطان.
فقط نسأل، لماذا كلّ هذا التركيز على سجن صدنايا؟ بل والسؤال الأهم لماذا التعتيم على ما فعلته إسرائيل بعد يومين فقط من الإطاحة بنظام الأسد في حق سوريا الوطن، وبالتالي، عدم الخوض في ذلك وتسليط الضوء على ما يأتيه الكيان الصهيوني؟ وأيضا لم نفهم لماذا الإعلام غض النّظر عن نبش قبر الرئيس السابق لسوريا حافظ الأسد وأحد أفراد عائلته ثم حرقها بما فيها من جثث؟ وفي أي خانة تُصنف مثل هذه الأفعال؟؟
تدمير ممنهج لمقدرات سوريا
الكيان الصهيوني، لم ينتظر ولم يضيع الوقت بل شحذ هو أيضا سكاكينه وأحضر معاول الهدم وكل الوسائل المتاحة من أجل الإجهاز، على سوريا الدولة، وسوريا المقدرات، وسوريا الحضارة. فبعد يومين فقط من سقوط النظام السوري شنّت طائرات الكيان الصهيوني حوالي 350 غارة جوّية كان من نتائجها تدمير 26 مطارا من مطارات سوريا الحربية وسحق حوالي 500 طائرة حربية رابضة وتركتها كومة من الخردة.
وهاجمت 47 سفينة حربية لتصبح أثرا بعين عين، فضلا عن تدمير كل المصانع والمؤسسات العلمية المتخصصة. بالإضافة إلى الاغتيالات التي تطال ويوميا كل علماء سوريا خاصة في مجال الكيمياء وميكرو بيولوجي وغيرها من المجالات.
كلّ هذه الفظاعات الصهيونية والاجرامية عمت عنها وسائل الإعلام ولم تر إلاّ هذا السجن سيئ الذكر وما حصل داخل في أيام الجمر وبالتالي جعلت منه مسلسلا يوميا للتأكيد على دموية النظام السوري؟ أ لا يعدّ ذلك مساهمة من الإعلام في تحويل الرأي العام على مجريات ما يحصل داخل سوريا من انتهاكات الكيان الصهيوني في حق الوطن السوري والتي أتينا على ذكر البعض منها؟
أين الدول العربية؟
صدقا، لم أجد أي تفسير أو مبرر مقنع لـ صمت الدول العربية أمام ما قامت به الآلة الصهيونية من تدمير لمقدرات الدولة السورية، فقط بعد يومين من الإطاحة بالنظام السوري؟ كيف تصمت هذه الدول والنظام السوري قد انتهى؟
وكيف لم تتحرك ودولة عظيمة مثل سوريا تنتهك مقدراتها رغم زوال نظامها؟ نعم نتقاسم معا ما كان عليه ربما النظام السوري من دموية. ولكن هذا النظام انتهى، فكيف يصمت القادة العرب فيما تأتيه إسرائيل بعد يومين فقط من رحيل النظام السوري؟ وتدوس كل مقدرات هذه الدولة وتحتل المزيد من أراضيها؟ هل لهذا الحدّ، الجبن يسكن قادتنا؟
أم ذاك الفعل الصهيوني ينزل بردا وسلاما على أفئدة أنظمتنا العربية. أكاد لا أفهم شيئا. فقط ما أفهمه هو أنّه سيأتي الدور، الواحد تلو الواحد، على بعض هذه الأنظمة العربية المنبطحة وسيكون مآلها الاندثار، لأنها فقدت الشهامة والنخوة واكتفت بدور “الكومبارس” تاركة أدوار البطولة لأسيادها، بعد أن فرطت فى وحدتها وكلمتها الموحدة وتركت مزارعها ترتع فيها الذئاب والثعالب والخنازير و بني آوى.
ولكن حتما ستأتي الأسود العربية وتحكم الغابة وتنظم الحياة فيها مهما كانت الخيانات داخل الغابة؟