محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: السراج حسين الغربي

كتب: محمد الحبيب السلامي
ولد وعاش هذا العلم في صفاقس، ما بين أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين ، بعد أن أخذ في طفولته نصيبا من العلم تعلم صناعة السروج…وفيها تفنن واشتهر، وكوّن على يديه مجموعة من السراجين بصفاقس ومنهم منذر بوغريو الذي ما زال يصنع سروج الخيل بأنواعها كما يصنع الأحذية الجلدية القديمة…
صناعة قديمة
وصناعة السروج قديمة في شعوب كثيرةً، وقد فرضتها ظروف الطرق والشوارع القديمةً، فلأنها لم تكن معبدة اختار الإنسان أن يركب الخيول والحمير، وليرتاح في ركوبها صنع للخيول سروجه وللحمير برادع…
سوق السراجين
وفي تونس، لما تولى حسين بن علي الملك ووجد السراجين خصّص لهم سوقا تسمى (سوق السراجين) فتفنّنوا فيها كما تفنّن في صنعها صاحبنا حسين الغربي، فكان لـ خيل الفروسية سرج خاص، والتفاخر والتباهي سرج خاص يمتاز بالتطريز، وقد يُحلى بالذهب والفضة (الصور توضح )…
هذه الصناعة بدأت تندثر منذ أن تعبدت الشوارع والطرقات وصار الإنسان يركب الدراجة والسيارة…ولذلك لما علّم حسين الغربي ابنه محمدا صناعة السروج اتخذ له دكانا خاصا يصنع فيه من الجلد الحقائب للموظفين والمربين والتلاميذ…
ودع الدنيا
لكن صاحبنا حسينا بقي وفيا لصناعة السروج في دكانه حتى أدركه الضعف والشيخوخة، فلما حان أجله ودع دنياه، فودعته أسرته وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟