صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: منصف بن علي خماخم

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم منصف خماخم رأيته أول مرة في يوم في سنة من سنوات سبعينات القرن العشرين، هذا العلم رأيته أول مرة وهو جالس على مقعد قسم من أقسام الباكالوريا بمعهد الهادي شاكر بصفاقس…

كان تلميذي

هذا العلم رأيته تلميذا من تلاميذي يتابع الدرس وعلى شفتيه بسمة لا تفارقه، هذا العلم عاش وطوى عمره والبسمة مرسومة مطبوعة على شفتيه وكأن شعاره في الحياة قول أبي القاسم الشابي (خذ الحياة كما جاءتك مبتسما في كفها الغار أو في كفها العدم)…

هذا العلم طوى مراحل التعلم في قاعات الدراسة ودخل مرحلة التعلم في السفر وشعاره قول الإمام الشافعي (سافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد)…

دخل مجال الصناعة

هذا العلم سافر وشاهد في دول الحضارة الصناعية كيف تصنع الشعوب صناعة، هذا العلم سافر وعاد عاد بزوجة شريكة حياته، عاد لصفاقس بمصنع في زمن انطلقت فيه صفاقس تبني مصانع وصناعة هذا العلم منصف خماخم رأى في سنة من سنوات الثمانينات في القرن العشرين أن صفاقس التجارة والصناعة تحتاج إلى قيادة حكيمة، ورأى أن يتقدم مع صحب يختارهم لتحمل هذه المسؤوليًة الثقيلة ولا يدخلها إلا عن طريق منافسة انتخابية..

في اتحاد الصناعة والتجارة

هذا العلم تقدم للمنافسة منافسة فريق مدعم من قيادة كانت لها في الصناعة والتجارة والقيادة قدم وتاريخ، دعاني لأقدمه مع صحبه في يوم الترشح للمنافسة فقدمته…قدمته رجلا واثقا بنفسه متفائلا تشهد عليه بسمته التي لا تفارقه…
هذا العلم نجح وتولى قيادة الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس وأعد للمستقبل خطة رسمها في لوحات، ولأنه كان يستنير بقول أمير الشعراء أحمد شوقي: (قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد)…
فقد اصطدم بمن يخالفونه فتخلى عن ساحة قيادة الصناعة والتجارة، هذا العلم ترشح للمجلس البلدي بصفاقس فنجح وكلف بمنطقته في (حبانة) فحاول أن يزرع فيها الخير وما يرضي سكانها..

رئيسا للنادي الصفاقسي

هذا العلم صاحب طموح لا يرضى بالبقاء في الثرى فتتطلع إلى الثريا وثريا سماء صفاقس في النادي الرياضي الصفاقسي، ففيه يلتقي بشعب صفاقس أينما كانوا وفيه يلتقي بشعوب من شعوب العالم لكن مهر النادي الرياضي الصفاقسي غال يطلب مالا من كنز يعطي ولا يتوقف عطاؤه وصاحبنا عنده الكنز عنده المال الذي تستدره مصانعه الناجحة…عنده المال الذي منه يؤدي واجبه الثقافي والاجتماعي وبه يتولى قيادة النادي الرياضي الصفاقسي الذي يؤلف حوله قلوب أهالي صفاقس…
وتقدم وتولى الرئاسة وهو يعتقد أنه في هذا النادي يخدم البلاد ويرضي العباد هذا العلم منصف خماخم قدم للنادي وللروح الرياضية سنوات من عمره الملايين والملايين من ماله، وقدم الكثير من تدبيره وتفكيره واجتهاده وصحته وسجل لاعبو النادي نتائج لقيت التصفيق والترحيب…
ولكن إرضاء الناس غاية لاتدرك ولا تشترى بثمن، هذا العلم يسافر مع النادي لدول إفريقية ويتعب والتعب يصيبه بمرض كاد يقضى عليه وهو في الغربة..

صارع المرض ورحل

ويعود إلى صفاقس ويبقى منصف خماخم يصارع المرض وهو لا يفكر إلا في النادي حتى إذا جاء أجله ودع دنياه وعلى فمه البسمة ودعته أسرته وودعه الإعلام وودعته صفاقس الأطفال والشباب والشيوخ من النساء والرجال ودعوه بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟ رحمه الله وغفر له وتقبله في جنة رضوانه وإنا لله وإنا إليه راجعون..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى