صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد العزيز بن محمد كمون

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم ولد سنة 1931، ولما تهيأ للتعلم أدخله أبوه المدرسة فتعلم ثم توجه نحو الفرع الزيتوني بصفاقس وفيه تفتح على الكتب العلمية والأدبية وكلف بها… ولكن وفاة أبيه سنة 1947فرضت عليه أن يتولى مسؤولية توفير مطالب العائلة أمه وإخوته….

يبحث عن عمل

فترك طلب العلم والتعلم وتوجه نحو سوق الكسب المالي يبحث عن عمل وجد صاحبنا يد معلمه أحمد عباس في زاوية سيدي سعادة ترحب به مسؤولا عن كتبية (العباسية) بنهج الباي، وفيها عرف رغم صغر سنه وانعدام تجربته أن يبعث في هذه الكتبية حياة جديدة وحيويةً فقد أخذ يستورد مجلات مصرية فيها السياسة والأخبار والصور الفنية وأصحاب الأقلام المصرية المشهورة فيها فكري أباضة وحلمي سلام وأمينة السعيد ومحمود أمين العالم وإحسان عبد القدوس…

استقطب الحرفاء والقرّاء

بهذه المجلات المصرية الأسبوعية استقطب عددا من الحرفاء القرّاء كما استقطب القراء باستيراد الكتب المصرية التي تصدر تحت عنوان (أقرأ) وتُباع بثمن زهيد، عرف صاحبنا أسرار التجارة في الكتب والأدوات المدرسية ففتح في شارع محمد علي بصفاقس كتبية سماها (الرياض) ثريّة بما يبحث عنه التلاميذ والمعلمون وما يطلبه روّاد الثقافة والمطالعة، وقد امتاز صاحبنا عبد العزيز كمون بولعه بمطالعةً كل كتاب يعرضه في كتبيته…
فكان موسوعي المعارف لذلك صار روّاد القلم والبحث يتخذون من كتبيته مركز بحث وحوار ثقافي ممتع، وجاء عهد التعاضد وأسس الكتبيون (تعاضدية الفكر) وفيها أخذ دوره وأدى مسؤوليته إلى أن توقفت سياسة التعاضد ساهم في شركة منى ثم بحسن تدبيره اشترى كامل الأسهم في الشركة باسم أولاده وبحسن تدبيره وخبرته في دنيا تجارة الكتب وسوق النشر والتأليف جعل من شركة (منى) شركة تتعاطى النشر والتوزيع..

ساند صناعة الكتب

فـ خدم بذلك دنيا الكتاب والتأليف بصفاقس وشجع أصحاب الفكر والقلم على تأليف الكتب في صفاقس وساند في صفاقس المطالعة بما نشر من كتب تغذي الأطفال وكتب تثري زاد الباحث وتشبع المنهوم بالمطالعة، وقد كان الروّاد لا يترددون على القاعة الكبرى التي جمع فيها وعرض فيها الكتب التي يشتريها ويستوردها والكتب التي ساهم في طبعها ونشرها…
وكان عبد العزيز يستقبل كل زائر وباحث وكل تلميذ وولي تلميذ بلطفه متعاونا في ذلك مع ابنه (لطفي) الذي تتلمذ على والده في تجارة الكتب ونشرها…

ودع الدنيا

تزوج صاحبنا عبد العزيز كمون السيدةً الفاضلة نادرة بنت المرحوم الطاهر المهيري فأنجبا (محمد منير وسمير ولطفي) ولما توفيت زوجته أم أولاده تزوج السيدة الفاضلة فوزية بنت حسونة الشرفي، ولما حان أجله سنة 2020 ودع الدنيا وودعته زوجته وأولاده وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر..
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى