كتب: محمد الحبيب السلامي
عائلة شاكر كتبت في تاريخ تونس وفي صفاقس صفحات مضيئة، بحثت عن أصل عائلةً شاكر فوجدت أصلهم من بيوت بغداد القديمة ويرجع أصلهم إلى (شاكر أفندي) وهو رجل عربي النسب من أصول عربيةً وقبائل عربيةً كانت تسكن تركيا التي كانت تسمى (الأناضول) (وفي الصورة المصاحبة تجدون شاكر أفندي في الوسط)..
صاحبنا المناضل محمود شاكر فرع من تلك الشجرة ولد في صفاقس أبوه الحاج محمود شاكر وأمه قمر كمون، كانت عالمة عارفة بشؤون دينها كثيرة الذكر أنجبت من زوجها البنين والبنات وبنوها هم الهادي والمكي ومحمود وعبد الرحمان وعبد اللطيف وعبد المجيد وعبد السلام صاجبنا محمود وجد أخاه الهادي قد انضم إلى الحزب الدستوري التونسي الذي أسسه بورقيبة في 2مارس 1934 بقصر هلال، فكان صاحبنا مع أخيه من البداية صاحبنا محمود شاكر كان لا يغيب عن اجتماع موسع أو مضيق يعقده الهادي شاكر صاحبنا ورد ذكره في كتاب (الحركة الوطنية بجهة صفاقس 1920 1955 لمؤلفه الدكتور عبد الجليل بن عباس…
محمود شاكر في السجن
هذا محمود شاكر يُلقى عليه القبض وزج به في السجن مع عدد من رفاقه في شهر مارس 1939 لأنه ساهم في كتابة مناشير تدعو للتظاهر وتخريب أملاك المعمرين الفرنسيين… هذا محمود شاكر ينضم في الحرب العالمية الثانية إلى الزعيم الشهيد الدكتور الحبيب ثامر في دعوته إلى مناصرة الألمان في الحرب لأنه كان يرى أن النصر في الحرب سيكون للألمان وحلفائهم…
ولذلك لما كوّن الحبيب ثامر حزبا جديدا وزار صفاقس وكوّن فيها جامعة للحزب جديدة كان محمود شاكر كاتبها العام، ولما أطلق الإيطاليون في الحرب بورقيبة ومن كان معه من حزبه الذين نفاهم الفرنسيون اغتنم بورقيبة فرصة تحريره في الحرب العالمية وأخذ يدعو إلى مناصرة الحلفاء المعادين للألمان…
ويعلن أن النصر سيكون للحلفاء والهزيمة للألمان خلافا لما كان يراه الحبيب ثامر، وقد استنكر كثير من الحزبيين دعوة بورقيبة لذلك أخذ يطوف بالمدن ويعقد فيها اجتماعات وفي صفاقس عقد اجتماعا مصغرا لم يزد عدده عن عشرين كان من بينهم محمود شاكر وامتد الاجتماع ببرج الهادي شاكر إلى ما بعد منتصف الليل وكان فيه محمود شاكرا مناقشا وصريحا في 24 أوت 1945 انعقد ببرج الهادي شاكر اجتماع ترأسه الزعيم المنجي سليم وحضره محمود شاكر، والتاريخ يقول لقد صدر عن الحزب منشور يتهم محمود شاكر بالخيانة والتجسس لفائدة فرنسا والمنشور لم يمض عليه الزعيم الهادي شاكر لذلك يبقى محل ظن وشك…
هذا محمود شاكر الذي اتهمه منشور بالخيانة نجده (حسب الصورة ) في مكتب الهادي شاكر محتفى ببورقيبة بمناسبة عودته من الشرق سنة 1949 هذا محمود شاكر نجده يوم 2 مارس 1952 تختاره السيدة نفيسة العفاس زوجة الزعيم الهادي شاكر في مصاحبتها في زيارة زوجها الموقوف مع بورقيبة في نزل بطبرقة…
هذا محمود شاكر يزور الزعيم الشهيد الهادي شاكر في محل إقامته الجبرية بنابل مرارا، وفي آخر يوم قبل الغدر به واستشهاده هذا محمود شاكر انضم إلى صالح بن يوسف في انقسامه وخلافه مع بورقيبة حول الاستقلال الداخلي هذا محمود شاكر يدعوه بورقيبة مع الشيخ محمود كريشان للعودة إلى العمل الحزبي فيختار البعد عن العمل السياسي الحزبي ويقبل الشيخ كريشان الدعوة..
أسرة محمود شاكر
ويتولى الزعيم الطيب المهيري وزارة الداخلية فيدعو محمود شاكر ويكلفه بمهام كبرى في الأمن يقبل ويطوف بمسؤوليته في مدن الجنوب وفي القصرين وجندوبةً ومعه زوجته الفاضلة سنية المصمودي وأولاده من الذكور رضا الذي نجح في تعليمه وهو الآن صيدلي محلل يصنع الأدوية في مدينة منزل بورقيبة، وابنه الثاني الذي توفي في شبابه في حادث طريق أما بنات محمود فهن نبيلة التي طوت مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي وتزوجت المربي عدل الإشهاد الزوج الفاضل عبد العزيز بوعتور وهي التي مدتنا عن والدها بما يفيد فلها الشكر…
كما تشكرها النسوة في صناعة الخياطة التي تفرغت لها سنوات وتحية لأخواتها الطيبات راضية وحياة وصدق..
ودع الدنيا
ورحم الله المناضل محمود شاكر الذي أخلص في خدمة وطنه في عهد الحماية وفي عهد الاستقلال ولا أنكر أنه كان كريما يستقبل في بيته كل مرب صفاقسي يؤدى رسالته في المدينة التي يقيم فيها محمود مع عائلته ودع الدنيا في صفاقس لما حان أجله فودعته أسرته وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفةً وفهما وأنا أحب أن أفهم؟
