في افتتاح مهرجان بنزرت: الماطري ‘ربّخها’ حتّى فاح العنبر فاح

كما هو معلوم تمّ إعطاء إشارة انطلاق الدورة 41 لمهرجان بنزرت الدولي – في سهرة يوم 17 جويلية 2024 – من قبل رئيس المهرجان لطفي الصفاقسي و بحضور رسمي تمثل في المعتمد الأول، نيابة عن الوالي سمير عبد اللاوي والكاتبة العامة للولاية، ومعتمدة بنزرت الشمالية و مندوب الشؤون الثقافية، و بحضور جماهيري متوسط بحوالي 3 آلاف متفرجا…
ضربة البداية كانت بالنشيد الوطني “حماة الحمى” الذي وقف له الجميع عند أدائه في جو مهيب، أكّد مرّة أخرى، مدى حبّ التونسي لوطنه عموما والاستعداد للتضحية في سبيله.
غنّى محسن الماطري كما لم يغنّ من قبل
لتنطلق بعدها أجواء الطرب والسهر والغناء، باعتلاء الفنان الكبير ابن بنزرت الجلاء وبنزرت الإباء، الركح ليلهب المدراج كما الكراسي منذ الوهلة الأولى، وليغني كما لم يغن من قبل بباقة من الأغاني المختلفة منها ما عاد بنا إلى الزمن الجميل ومنها أغانيه الجديدة دون أن ينسى التراث البنزرتي.
فحضرت الأغاني واللحن الجميل وتنافست الآلات الموسيقية، حديثها وعتيقها لتحدث مزجا جميلا بينها، فكان المزود إلى جانب ” الأروغ والغيتارة ” والآلات الإيقاعية تتناغم مع الناي والزكرة وآلة الكمان التي أبدعت في ارسال أشجن الألحان. كل هذا الخليط والمزج الجميل رافقته مجموعات راقصة ومختلفة، في لباسها وايقاعها ومضامينها.
كلّ ذلك على صوت الفنان محسن الماطري الذي غنّى فأبدع، وصدح فأقنع، ورقص. وليرحل بصوته الصادح والجميل عبر أرجاء فضاء المهرجان وليغني لجمهوره، بعد غياب 18 سنة، كما لم يغن من قبل. و قدّم هذه الباقة من الأغاني على غرار” مبروك عليكم ” و “لون عيونك” و “يراني نسكن عينيك” و “بابا بحري ” و ” اليوم قالتلي زين الزين” و “تبعني ” و “يا عذبتني بزينك ” و يا لعماري ” و ” يا سمراء ” و ” قلّو أنا ما نسيت” و ” سراب ما عندك رفيق ” و ” خمسة و خميس ” و ” زينة ” – و هي أغنية جزائرية غنّاها مع الجمهور – ثمّ ” ما درتني فينا أنا وقلبي ” لتأتي الأغاني التراثية البنزرتية،
فغنّى ” طالب فضلك يا شرعية ” و ” يا سيدة يا نغارة ” و ” ما أحلى الصلاة على النبي ” و ” يا محمد حضرتك يا محمد ” و ” عبد الواحد مول الصفصاف ” و ” لا إلاه إلاّ الله ” و ” يا حشاني يا ولّي ” و ” أم الزين الجمالية ” و غيرها من الأغاني المختلفة.
الجمهور انتشى والتنظيم حقق المبتغى
الجمهور كان اللاعب الثاني بعد الفنان محسن الماطري، الذي لم يهدأ له جسد ولا حنجرة، ليسهم في هذا الحفل الافتتاحي بالرقص وتمايل الأجساد وترديد الأغاني مع الماطري وليتفاعل مع كلّ الأغاني التي راقت له بذلك يكون الجمهور قد انتشى ونسي من خلال الغناء والطرب كلّ التعب ومعاناة الحياة.
واحقاقا للحق كذلك أيضا، كان للتنظيم المتقن في هذا الحفل الافتتاحي لمهرجان بنزرت الدولي الدور البارز، حيث لا مشاكل حدثت لا عند الدخول ولا عند المغادرة ولا لخبطة في الكراسي باعتبار وأنّ الكراسي تمّ تثبيتها ببراغي في الأراضي. وأيضا لا انخرام في المنصة الشرفية.
الكلّ تمّ في كنف النظام والتنظيم، وعليه لزاما التنويه بهذا المجهود التنظيمي الذي ارتأته الهيئة الجديدة للمهرجان. وأيضا نرفع القبعة تحية لطواقمنا الأمنية والحماية المدنية ولجنة التنظيم على كل مجهود، كل فيما يخصه، من أجل إنجاح هذه السهرة الافتتاحية.
الماطري أشاد بكل أعضاء الفرقة
الفنان محسن الماطري، لم يحتكر نجومية السهرة، كما يفعل العديد من الفانين بل أشاد بكل أفراد الفرقة الموسيقية، وأشاد بهم وشكرهم فردا فرداـ وذلك انطلاقا من ممن يعزفون على الآلات الإيقاعية التي كان لها الدور الهام في إنجاح هذا الحفل الافتتاحي، ومرورا بكل أفراد طاقم الفرقة الموسيقية وطبعا بدون أن ينسى الراقصين والراقصات وكل من ساهم في نجاح هذا العرض.
كلمة في حق الإعلامي حمزة الطياشي
حمزة الطياشي، هذا الشاب الإعلامي بإذاعة أكسيجان آف آم، والمكلف بالإعلام في هيئة المهرجان والناطق الرسمي باسمه، كان من خيرة ما أفرزته العملية الانتخابية لاختيار هيئة جديدة منتخبة.
فهو موسوعة وله من الخبرة والهدوء ما تكفي ليملأ مكانه في هذه المهمة الصعبة والشائكة وليكون بالفعل صوتا هاما له بصمته في التعامل مع الإعلاميين بكل تواضع وتفهم واقتدار و هدوء.
فهو لا يبحث على البروز بقدر ما ترى بصمته متجلية و حاضرة و لو من وراء الستار.. فشكرا أيها الإعلامي القدير لتواضعك ولمهنيتك بعيدا عن نرجسية البعض.
مواكبة: الأمين الشابي
عدسة: فــؤاد بن شعبان