في معرض الفنانة نجوى حسونة بعنوان ‘الغرام اللي فيك’ بزاوية سيدي عيسى بالحمامات

كتب: شمس الدين العوني
في كثير من دروب الفن تمضي الرغبات وهي تعلن بوح الذات حيث الألوان مجال ذهاب الى الأعماق و الكامن في الدواخل من شجن و أحاسيس وفق نظر مفتوع على العناصر والتفاصيل قولا بالبهاء و الحالات المتعددة التي تخاطب الوجدان..
والفن هنا بما هو حمال معان لاعلاء القيمة و تأصيل ما هو جوهري في زمن التسطيع و الضجيج و الانبتات ..الفن مجال انفتاح و تفاعل مع العوالم و الأكوان بما في الذات الفنانة من قيم و حلم و تشظ في سياق القول بالفن كملاذ و جمال وحنين…
من هذا الحنين نمضي مع عوالم الفنانة نجوى حسونة التي اجترحت من الذاكرة الجمعية و التراث و التقاليد في اللباس و المعمار و غيرها مواضيع لوحاتها المفعمة بالوجد وبالشوق تجاه تفاصيل هي عين الذاكرة المشتغلة على تثمين الحالة القائلة بالمكان و العلامات الدالة عليه من ثراء التاريخ و التراث و قد كان ذلك محور معرض شخصي للفنانة نجوى حسونة بعنوان ” الغرام اللي فيك ” في مناسبة ثانية و ذلك في فضاء جمعية صيانة المدينة بزاوية سيدي عيسى بالحمامات و الذي يتواصل الى الآن.
لوحات فنية متعددة
في هذا المعرض تتعدد اللوحات الفنية مختلفة الأحجام لتبرز منها البورتريهات و الأقواس و المدينة و المشاهد و اللباس التقليدي في حضور مخصوص للمرأة و كذلك المشهديات المتعددة و اللوحات ذات الشغل التجريدي و كذلك التشخيصي…من عناوين اللوحات نجد ” مشهد طبيعي ” و أزهار صغيرة ” و ” الخزاف ” و ” بائع الورد ” و ” مدينة تونس ” و
” الزنقة ” و ” سيدي بوسعيد ” و ” الباب العتيق ” و ” القصبة ” و ” العالم ” و ” بائع المشموم ” و ” الحصان ” …و غيرها.
الرسم والتلوين
الفنانة نجوى في هذا المعرض سعت الى التطرق بالرسم و التلوين الى عديد الأشياء و العناصر التي انطبعت بذاتها و هي التي عانقت الرسم منذ طفولتها حيث غرامها المفتوح على التقاط الحالات و التفاصيل بالقلم و الألوان ليرافقها هذا الشغف عبر مراحل من مسارات تطور التعاكي الفني لديها وصولا الى الآن حيث هذا المعرض الحامل لشؤونها و شجوها و أحلامها في ضروب من براءة الأطفال وهم يغنون و يرسمون..
مجال شاسع للتعبير
لوحات عديدة في المواضيع والأحجام زينت جدران و فضاءات زاوية سيدي عيسى بالحمامات وفق تعبيرية مخصوصة للرسامة نجوى حسونة التي تقول انها ” عانقت الرسم مبكرا حيث فيه افصاح و تعبير فائق التلوين عن كل ما هو في النفس و لابراز الجمال المبثوث في جهات متعددة من اللباس و المشاهد و التقاليد و البورتريهات و الفن هنا مجال شاسع للتعبير الذي يحتاجه الانسان وسط الزحام و الضجيج و في هذا العالم المرهق..”
فنانة ترى في الفن بانوراما الذاكرة و الحنين و متعة الألوان في ما هو يومي و مقيم في حياتنا.. معرض شخصي للفنانة نجوى حسونة بعنوان ” الغرام اللي فيك ” في مناسبة ثانية و ذلك في فضاء جمعية صيانة المدينة بزاوية سيدي عيسى بالحمامات و يتواصل الى الآن.