صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الطيب الزغل

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم ولد في بيت أبيه يوم 12 من شهر سبتمبر سنة 1913، هذا العلم يوم ولد وجد نفسه بين أحضان ورعاية أمه وأبيه…هذا العلم، وهو في صغره، توفي أبوه، فصار يتيما، فاليتيم من فقد أباه…

من يتيم إلى ربيب

هذا اليتيم وجد نفسه بين يدي أمه الأرملة، وأمه فكرت في طريق يخرجها من الترمل فوجدت، وجدت من يتزوجه، ومن حق المرأة الأرملة شرعا وقانونا أن تتزوج، وليست مجبرة شرعا وقانونا أن تبقى أرملة ترعى وتنفق على ولدها اليتيم…لذلك تزوجت…

ولذلك وجد هذا الولد اليتيم نفسه في بيت زوج أمه، هو في هذا البيت ربيب، والشرع والقانون لم يجبرا زوج الزوجة على كفالة الربيب اليتيم لكن الرسول صلى الله عليه وسلم شجع ورغب في كفالة اليتيم، وبهذه الكفالة يكون يوم القيامة قريبا من رسول الله…
هذا الولد الصغير اليتيم، هذا الطيب بن محمد الزغل لم يكن مرتاحا للأجواء التي وجدها في بيت زوج أمه، ففكر، على صغر سنه أن يهرب من هذا البيت وهرب، وطرق بيت قريب، طرق باب بيت عمه…
وفي البيت ابن عمه أحمد الذي عرفته صفاقس في كبره ترجمان المراقب المدني الفرنسي في عهد الحماية وعرفته صفاقس في عهد الاستقلال أول كاتب عام في ولاية صفاقس، هذا الطيب الزغل وجد الرعاية والتكريم والأنس في هذا البيت، ولذلك لما بلغ سن الدراسة دخل مدرسة ابتدائية عليا، وفيها تعلم اللغتين، وفيها اجتهد فنال الشهادة الابتدائية…

صار ممرضا

هذا الطيب الزغل يفكر في مواصلة الدراسة وهو اليتيم، فكر في التوجه في مواصلة الدراسة بالتعليم الثانوي حتى إذا فاز بشهادة الباكالوريا سافر إلى فرنسا وفيها يحقق حلمه في دراسة الطب وأن يكون طبيبا، لكن من ينفق عليه وهو اليتيم؟

فكر وقرر أن يدخل مدرسة الصحة، ومنها يتخرج ويكون ممرضا، والممرض يكون من عائلة الطب وإن لم يكن طبيبا…هذا الطيب الزغل نجح، ودخل مستشفى عزيزة عثمانة ممرضا، وفيها بدأت قصة من قصص حياته، في غد سنرويها…

هذا الطيب الزغل الذي خرج من صفاقس عاد بعد سنوات لصفاقس، ودخل مستشفى صفاقس ممرضا…وفيها أثبت كفاءته، وفيها كوّن صداقة مع عدد من الأطباء لازمهم ولازموه في مجالس الصداقة…
هذا الطيب الزغل اختار بعد سنوات قضاها ممرضا في المستشفى أن يخرج ويكوّن مركز تمريض يستقبل فيه المرضى أو يزورهم في بيوتهم، ورعايتهم بتقديم خدمات صحية…

كان وطنيا

هذا الطيب الزغل، وإن لم يكن سياسيا ملتزما حزبيا لكنه كان وطنيا سعيدا باستقلال وطنه، لذلك ولكفاءته اختارته وزارة الصحة في عهد الاستقلال أن يكون ناظرا ومسؤولا على مستوصفات ولاية صفاقس…
هذا المواطن الطيب كلفته وزارة الصحة أن يكون المسؤول المشرف على الحملات الصحية التي شنتها الوزارة على أمراض معدية كانت تعاني منها صفاقس، حملات ضد الرمد، والجرب، والقرع، والجدري ومرض السل، والشلل…

أول مجلس بلدي في صفاقس

شارك الطيب الزغل في القضاء على الوشواشة، والعقرب…هذا الطيب الزغل انتخب في عهد الاستقلال عضوا في أول مجلس بلدي بصفاقس…هذا الطيب الزغل الإنسان، لما بلغ في شبابه فكر في حقه على نفسه، فكر في أن يتزوج…وتزوج، فبمن تزوج؟…
لذلك قصة أرويها لكم غدا وأنا أقدم لكم الزوجة أيها الأصدقاء، علقوا اليوم على ماقدمت، والحديث سيكتمل غدا مع الزواج والزوجة، وبذلك نزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى