محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: المدني الحاج علي كمون

كتب: محمد الحبيب السلامي
إنه المدني، الطيب الاجتماعي العامل ـ ولد سنة 1880 سماه أبوه (علي)…إنه الذي قضى سنوات في الزاوية فتعلم الكتابة والقراءة وحفظ القرآن…إنه الذي استهوته الطريقة المدنية فانخرط فيها وصار مع مقدمها الشيخ حسين عبد الهادي من أعضائها الأساسيين…
الطريقة المدنية
يؤدي دوره في حلقة الذكر والإنشاد، ويرافق الجماعة في الزيارات التي يؤدونها للأرياف وبعض المدن في الجنوب التونسي لنشر رسالة الطريقة المدنية..إنه الرجل الاجتماعي الطيب الذي رأيته في صغري يركب حافلة النقل بطريق العين، وبيده (درجية) طلى فمها بالقطران، ووضع فيها عرف نعناع، وكل من طلب أن يشرب منها أعطاه وحيّاه وهو يقول ويردد (الله )…
يبيع الغاز المنزلي
إنه الرجل العامل الذي يخرج كل يوم من بيته للعمل ليكسب وينفق من كسبه على عائلته…كان في الثلاثينات من القرن العشرين يبيع (الغاز المنزلي) الذي كانت العائلات الصفاقسية تتخذه وقودا للمصابيح، ووقودا لكوانين المطبخ (والصور المصاحبة توضح )…
كان يطوف بين الأزقة وهو راكب عربة خشبية يجرها بغل وعليها برميل حديدي مملوء (غازا منزليا)، وبيده زمارة يزمر بها، وكلما وصل إلى برج خرج له الأطفال بمواعين يملؤها غازا ويقبض الثمن وهو يردد (الله) وكنت أنا من الأطفال الذين يرحبون به ولا ينسون ملاطفته …
ودع الدنيا
أليس هذا الرجل الصوفي المدني الذي يخرج من بيته للعمل وكسب رزقه وهو يلبس عمامته الخضراء يقدم من حياته للأحفاد درسا، ولما توفي سنة 1951، وودع الدنيا ودعه أهله ومنهم ولده عبد الرحمان وأحفاده الذين واصلوا بيع (الغاز) في دكان بباب الجبلي الجديد، ودعوه كما ودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فماذا يقول الأصدقاء عن هذا العلم لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟