صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج أحمد بوحامد

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

أحمد بوحامد …هذا الرجل القوي الطيب عرفته في الأربعينات في جامع سيدي بلحسن الكراي، هذا الرجل رأيته بـ ‘كدرونه’ وعمامته خضراء ولذلك لقبوه بالشريف يقوم في المسجد بدور الحفيظ، وفي السوق يبيع البذور وهو أمين السوق والحفيظ في زوايا الأولياء والصالحين…

كان له تاريخ

كان له عبر التاريخ دور يتبدل ويتغير كان الحفيظ رجلا إن كان الولي الصالح صاحب الزاوية رجلا وإن كانت صاحبة الزاوية امرأة تكون الحفيظة امرأة كما نجد ونرى في زاوية للا المنوبية كان الحفيظ رجلا شيخا حافظا القرآن راويا السنة عارفا بالفقه فهو ينتصب في الزاوية يعلم وينشر الدين ويعرف بصفات وخصال الولي صاحب الزاوية…

يهيئ بيت الصلاة

وتمر السنوات وتتغير مسؤوليات الحفيظ صاحبنا الحاج أحمد بوحامد كان في رمضان يهيئ بيت الصلاة لصلاة المغرب ويوزع عند الأذان على المصلين حبات التمر وفي العشاء يهيئ بيت الصلاة لصلاة العشاء والتراويح وقاعة لتلاوة القرآن والقراء يجلسون خمس حلقات في الغالب والقراءة من مصاحف مخطوطة باليد والمصاحف في ربعة والحفيظ هو الذي يقدم لكل حلقة الربعة التي بدأت القراءة منها في أول رمضان والقراء في كل حلقة فيهم من يقرأ لوجه الله وفيهم من رتبه شخص من عائلة ليقرأ القرآن في جامع سيدي بلحسن الكراي وينوي ثوابها لمن مات من عائلته…

وهذا القارئ يتولى الحفيظ مراقبة حضوره كل ليلة والحفيظ يعد الجامع ليلة خمس وعشرين من رمضان للاحتفال بالختم الكبير الذي يحضره العامة من لالرجال والنساء يصعدن لسطح الجامع ليشاهدن حفل الختم الذي لا يغيب عنه كبار المسؤلين السياسيين والإداريين…

مهامه متعددة

ولذلك فهو الذي يفرش الزرابي وهو الذي يواكب الإنشاد الديني بكلمة (حي ) يقولها مرارا بصوت عال والحفيظ هو الذي يرش الحاضرين بماء معطر الحفيظ الحاج أحمد بوحامد هو المسؤل عن ضريح سيدي بلحسن وتابوته، وهو الذي يفتح الباب للزوار الذين يريدون زيارة قبر الولي والدعاء والتبرك به، وهو الذي يقدم لمجلس الذكر في يوم مخصص من الأسبوع السبحة الكبيرة الطويلة التي كان سيدي بلحسن يسبح بها…

ودع الدنيا

هذا ما يقال ويروى لما حان أجله ودع دنياه وودعه أولاده الطاهر ومحمد العربي والفاضل وابنته قمرة أهله وأحبابه وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنعرفه ونفهمه أكثر وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى