الأستاذ الطاهر بوسمة ينعى المرحوم سعيد نويرة..

كتب: الطاهر بوسمة
لقد فجعت طبلبة في قامة من قاماتها المرحوم سعيد نويرة الذي غادرنا نهائيا بعد عمل موفق ونشاط بارز في عالم الصحافة والإعلام وطنيا ومحليا…
كان أول من تجرأ وبادر بتأسيس مجلة ‘السفرة’ التي خص بها مسقط رأسه طبلبة وأدارها باقتدار خلدت مسيرة رجالها ونسائها، عرفته بتلك المناسبة خاصة وقد كان يتصل بي للاستشارة والدعم بما تيسر والكتابة فيها من حين لآخر.
لم يكن ذلك بالشيء اليسير الذي أقدم عليه وقتها ولم تكن الصحافة المحلية وقتها رائجة لأنها كانت تحتاج للدعم والمساندة.
لقد اختار لتلك النشرية اسما خاصا بها ‘السفرة’ وهو مفترق للطرقات . إنها بطحاء تعرض فيها وقتها حبوب القمح والشعير بأنواعها، وكانت لازمة لاعداد الغذاء اليومي من -كسكسي- خاصة لمحدودي الدخل عندنا.
كانت تلك البطحاء موقفا إجباريا تقف فيه وقتها كل وسائل النقل المارة بين البلدان سواء منها الداخلة أو الخارجة من تلك البلدة المشهورة بإنتاج البكرات وفاكهة البرتقال بأنواعه والذي اختصت به وحدها بالساحل، والسمك الطازج المستخرج من بحرها.
استمرت تلك النشرية لسنوات تصدر بانتظام ورقية قبل أن تضطر للتحول إلى رقمية عبر الإنترنت.
كانت منبرا مميزا ساهم بالتعريف بنضال الرجال والنساء وبما قدموه لأجل تنمية تلك القرية التي تحولت إلى مدينة كاملة الأوصاف تجاوز عدد سكانها الخمسين ألفاً أو أكثر، وزادها ميناء الصيد البحري المُحدث بها، وأحواض تربية الأسماك في أعالي البحار، وقد تعدّدت وغزّت الأسواق ووفق أصحابها في تصديرها للخارج في ظروف حسنة.
لذلك ولغيره من الأسباب قدرت أنه كان يستحق منا الذكر والشكر والثناء لأنه بالنسبة لي خاصة يُعدّ قامة من قامات طبلبة التي لا يمكن أن تنساه ولا بد أن نخلد ذكراه بشارع أو نهج أو ساحة من ساحتها.
ولكنه في النهاية لم يبق لنا إلا الصبر والترحم عليه، ونطلب من الله أن يتقبله بعفوه وغفرانه، ويرزق عائلته خاصة وطبلبة والصحافة قاطبة،
إنا لله وإنا إليه راجعون… والسلام
تونس في غرة أفريل 2024