محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس كانوا ثم ودعوا: الهادي بوراوي 1926 ـ 2006

كتب: محمد الحبيب السلامي
هل تعرفون أصحاب العزائم؟…هذا واحد منهم، هذا هو الرجل الذي تضعه في أي مكان فينسجم معه، ويجني ثماره…هذا هو الهادي بوراوي الذي تجلس إليه ويجلس إليك وتتحدث معه فتجده مثقفا متخرجا من مدرسة الحياة متفاعلا مع عصره…
سيارة أجرة
عرفته في الخمسينات سائق سيارة أجرة بين صفاقس وتونس، عرفته طيّبا ذا خلق، منسجما مع عصره…هذا الرجل لم يكن إعلاميا ولم يكن مهندسا إذاعيا فلما تأسست إذاعة صفاقس كان من الأوائل الذين بعثوا فيها، كان سائق سيارتها، وكان تقنيا مسؤولا عن آلات بثها في غرفة ضيقة واقعة خلف قاعة الفرجة بالمسرح البلدي بصفاقس…
مسؤول عن البث
كان مسؤولا عن البث، ومسؤولا عن التسجيل ليست له في ذلك شهادة غير ذكائه وعزيمته وتحديه…وبقي في إذاعة صفاقس سنوات وهو سائق سيارة إذاعة صفاقس وهو التقني مع التقنيين…
هذا الهادي بوراوي هو أول من سجل برامج حيّة من خارج الإذاعة، من سبيطلة لتُذاع في إذاعة صفاقس، هذا هو الهادي بوراوي الذي انسجم تقنيا مع أجهزة التلفزة في البيوت لما انطلقت التلفزة التونسية وتجهزت بيوت العائلات بصناديق التلفزة…إذا حصل عطب في تلفزة بيت كان الهادي بوراوي طبيبها…
ودع الدنيا
بقي على نشاطه حتى تقاعد، وجاء أجله فودع الدنيا وودعته عائلته وودعته أسرة إذاعة صفاقس وصفاقس بالرحمة وحُسن الذكر…فبماذا يذكُره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟؟