رياضة

مرتجى محجوب يكتب: مدربو كرة القدم في تونس…

Mortaja Mahjoub ce
كتب: مرتجى محجوب

ما دفعني للكتابة في الموضوع هو ما لاحظته من فوضى عارمة في ساحتنا الكروية على مستوى انتداب وتغيير مدربي الفرق الرياضية
وخصوصا فرق كرة القدم…

كرة القدم كسائر الرياضات و مجالات الحياة الأخرى لا تخضع للرعواني و”دز تخطف” ، بل فلسفة وتخطيط واستراتيجيات وعمل دؤوب ومتواصل حتى ترتقي بمستواك وتطور القدرات الفردية والجماعية على حد السواء.

مربط الفرس..

عندما أقول فلسفة في كرة القدم فأقصد شكل وأسلوب لعب معين فمثلا عندما تقول الكرة الإيطالية أو البرازيلية أو الألمانية…فطابعها معروف منذ القدم وعلى أساسه يتم التكوين القاعدي وانتداب اللاعبين وكذلك المدربين وهنا مربط فرس المقال…

فالمطلوب اذا ليس انتداب ممرن مشهور ومعروف بل ممرن يتماشى مع طابع لعب الفريق بحيث يتحقق التواصل والاستمرارية ويا حبذا لو نقتدي في هذا الإطار بالتجربة الألمانية بحيث يأخذ الممرن المساعد دائما المشعل عندما يغادر المدرب الأول.

التكوين المستمر

من ناحية أخرى ، فلا يكفي أن تكون لاعبا سابقا حتى تصبح مدربا ناجحا والعكس بالعكس، بل يتوجب على كل من يريد خوض غمار التدريب أن يخضع لتكوين مستمر ودائم ، علاوة على السعي لتحصيل الشهائد العلمية و خوض التجارب العملية، ويا حبذا بالتدرج من الفرق “الصغرى” نحو مسك زمام أمور الفرق “الكبرى” ولو أن كرة القدم ليست علما صحيحا ويمكنها أن تكافئ مدرب مبتدئ يمسك فريقا من الحجم الثقيل منافس على الألقاب و يبقى ذلك استثناء وليس قاعدة…

الحلقة الأضعف

للأسف ، المدرب في تونس و في كثير من الحالات هو الحلقة الأضعف والشماعة التي يعلق عليها الجميع أسباب فشلهم و عجزهم عن أداء مهامهم على أكمل وجه، فمردود الفريق الذي تشاهده فوق الميدان هو نتاج لعمل مشترك يوفر فيه المسؤول أجور اللاعبين و يحفزهم و يأطرهم و ينضبط فيه اللاعبون في حياتهم الخاصة وفي التدريبات اليومية بعقلية احترافية ويبدع فيه المدرب برسوماته التكتيكية و اختياراته الفنية و يشجع فيه المحب الوفي حتى النهاية بلا يأس و لا إحباط عزائم …

الخلاصة: يكفي من الرعواني و من الخيارات العشوائية على مستوى الفرق و المنظومة برمتها والتي جعلت كرتنا التونسية للأسف الشديد: إلى الوراء سر …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى