في معرض الفنانة التشكيلية ريم الهلالي: التطرق إلى ثنائية الخير والشر

كتب: شمس الدين العوني
أعمال فنية متنوعة الأحجام و التلوينات وفق عنوان لافت هو ” ذات مرة ..في الغابة ” شكلت المعرض الشخصي المنتظم برواق الفنون علي القرماسي التابع لوزارة الثقافة و ذلك بشارع شارل ديغول بالعاصمة للفنانة التشكيلية ريم الهلالي كان الافتتاح وبحضور عدد من الفنانين و الاعلاميين و طلبة الفنون الجميلة.
رؤية فنية
كون تشكيلي به أسئلة وذلك من خلال ما تروم الفنانة ريم قوله وفق رؤيتها الفنية التي تشتغل عليها من سنوات ضمن نشاطها الفني في المعارض الخاصة و الجماعية و الناظر تجاه لوحاتها يلمس ما في الأعمال من شحنات تعبيرية تتقصد القلق و الحيرة انطلاقا من الذات وهي تستلهم من الواقع مواضيعها في ضرب من ال سوريالية و العفوية الدالتين الى الصراع و الوجع و السقوط و الأمل أيضا من خلال توظيف العناصر المتصلة بالألوان و الشخصيات و ما هو رمزي بما يحيل الى سردية هي جوهر ما يحدث في عوالم الإنسان..
ثنائية الخير والشر
وعن هذا المعرض الذي ضم لوحات متعددة تقول الفنانة التشكيلية ريم الهلالي “..اتطرق في أغلب المواضيع إلى ثنائية الخير والشر وما ينجر من صراع و هي اسئلة معاشة تلامس في بعض الأحيان الحيرة من الوجود لا انكر الحيوان لأنه الحارس والمساعد ..و الزخارف لها وظيفة تتجاوز إضفاء الجمالية على العمل مع خطوط بها صور ورموز..”.
و من هذا المعرض يمكن الذهاب الى سياق وعموميات التجربة التشكيلية لـ ريم الفنانة التشكيلية التي تخيرت الذهاب بالتلوين و الرسم الى عوالم من دواخلها وهي تتماهى مع الواقع..في لوحاتها ضرب من السردية التي تشير الى تفاصيل و حكايات و أحداث تبدي من خلالها رأيها و توظف في كل ذلك الرموز من زخرف و حيوانات و هي تقول في كل هذا بالانسان و معاناته و سفره الشاق …هي الفنانة التشكيلية ريم الهلالي.
متعددة الألوان والأشكال
ضمن نشاطها الفني التشكيلي الذي تعمل عليه منذ أكثر من حوالي ثلاثة عقود حيث تبرز لوحاتها حاضنة لسرديات فيها العبارة التشكيلية متعددة الألوان والأشكال لتنهل من المعيشي والاجتماعي والثقافي بوعي تعمل على إبرازه في جل أعمالها الفنية .. الفنانة التشكيلية ريم الهلالي أقامت عددا من المعارض الفنية التشكيلية الخاصة و الجماعية بدور الثقافة بسوسة و هرقلة …الى جانب المشاركات المتعددة في ملتقيات وطنية و خارج تونس منها ملتقى أيام التراث بالمنستير و ملتقى العصاميات للابداع التشكيلي و المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمنستير و الملتقى الدولي بالعوينة و ملتقى “ديفرسيتي ” بالمهدية و بالجزائر ضمن الملتقى الدولي للفن التشكيلي بخنشلة سنة 2017 كما حصلت على الجائزة و الميدالية ضمن مشاركاتها في هذه الملتقيات ..تقول الفنانة ريم الهلالي عن تجربة البدايات لديها ” ..بدأت بمعرض فردي رغم صعوبته و كنت منتصرة للمدرسة الانطباعية والواقعية و بعد تجارب و اطلاع على الاتجاهات المحلية و العالمية و منها التكعيبية تواصلت مع الجذور الأمازيغية و التي غلبت على خطوطي و صارت أعمالي الفنية تضم أشكالا زخرفية …
نهج فني
لقد مررت في عملي الفني التشكيلي بعدة مراحل منها المرحلة المشوشة ثم مرحلة الخطوط غير الزخرفية و بعدها مرحلة الصور و الزخارف الصغيرة التقليدية وصولا الى المرحلة التعبيرية عن الواقع من خلال مجموعة الزخارف غير التقليدية و الصور المستمدة من حياة الإنسان بصفة عامة..”.
الفنانة ريم الهلالي تحرص على المواصلة في هذا النهج من تجربتها الفنية و في هذا المعرض الخاص برواق الفنون علي القرماسي بالعاصمة عبرت عن تمشيها الفني الجمالي الذي يبرز جانبا من دأبها التشكيلي الذي تقول إنها تحرص على خصوصيته و نهجه و مساره العام.