محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (57): الشهيد الهادي شاكر 1908 ـ 1953

كتب: محمد الحبيب السلامي
…وُلد الهادي شاكر فوجد والده الحاج محمود تاجرا، فلما تعلم اختار أن يتعلم قواعد التجارة علما فتحصل على شهادة من التعليم الثانوي في التجارة، وكان الباب مفتوحا أمامه ليكون تاجرا، لكنه لما نُودِيَ لـ مؤتمر قصر هلال سنة 1934، انضم إلى شق بورقيبة وصحبه…
يقود النضال والكفاح
ورجع إلى صفاقس يُعرّف بالحزب الدستوري الجديد، ويُكوّن الشُعب الدستورية، وانطلق يقود في جهته النضال والكفاح، وهذا عرّضه للسجن والمنافي في الداخل والخارج…
وقد قرأت بعض رسائله التي كان يرسلها من منفى برج ‘البوف’ تدّل على خوف وعذاب وحرمان…وفي بعض المنافي في أوروبا وجد نفسه غريبا محتاجا فاضطر إلى العمل بأجر في حقل…
رفض التعاون مع الألمان
وفي الحرب العالمية الثانية عرض عليه الألمان وهو في المنفى تعاون حزبه مع المحور ضد الحلفاء فرفض وأصر على الحياد…ولما اندلعت في تونس ثورة التحرير سنة 1952 قاد الحزب في غياب القادة الآخرين فتم اعتقاله وتعذيبه ونفيه من بلد إلى بلد حتى استقر في نابل فكان يستقبل المناضلين ويوجه…
ليلة الاغتيال
حتى كانت ليلة 13 سبتمبر 1953، فقد هجم على بيت سكناه فريق غادر، وخلعوا الباب…ودخلوا فافتكوا الهادي شاكر من بين أيدي زوجته وأطفاله، وقادوه وهو يصيح إلى طريق نابل، وهناك قتلوه ومثلوا به…
ولما بلغ خبره الشعب التونسي خرج باكيا متظاهرا محتجا، وأقيمت له في صفاقس جنازة وداع تليق بشرف نضاله…وقد اعترفت له تونس بالفضل فرفعت اسمه على المعاهد والشوارع والمستشفيات…
واليوم نسأل: هل ترى روح الهادي شاكر في القبر مرتاحة اليوم للواقع الذي تعيشه تونس سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؟
أسأل وأحب أن أفهم