صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (51): الطيب كمون 1881 ـ 1969

Mohamed Habib Sallami ce
كتب: محمد الحبيب السلامي

…هذا الرجل..الطيب كمون رأيته في صغري في شوارع صفاقس، وسمعت الناس يتحدثون عن نشاطه ودوره السياسي والاجتماعي فيثنون عليه، لم يكن له من الشهادات العلميةً أكثر من الشهادة الابتدائية لكنه بها أثبت كفاءته وخبرته فاتخذه عمه شريكا له في تجارته وفلاحته، وزوّجه ابنته…

كان عمه نائب صفاقس في المجلس الكبير وعضوا في مجلس بلدية صفاقس في عهد الحماية…ولما كبُر سنّه اقترح على المسؤولين أن يتولى عوضا عنه النيابة والبلدية فتمت الموافقة ولذلك صار يلقب (الطيب كمون نائب الأمة)…

وكان الشعب يتهم النواب في المجلس الكبير، لكن النائب طيب كمون عاش يُذكر بنظافته وأخلاقه وتشهد أعماله له بعروبته ووطنيته وإنسانيته وروحه الاجتماعية…لما قاوم الشعب الليبي الاحتلال الإيطالي أعان الثوار، وأكرم لاجئهم، ولما ثار الفلسطينيون لم يبخل عليهم بالعون…

أسس المدارس، وواصل المدد في بناء الحي الزيتوني، لما ظهرت الأحزاب الوطنية ساندها. وكان داعما للثوار في ثورة التحرير…وضمن سلامة بعض المظاهرات بطلب من حزب بورقيبة…
كان مكتبه في نهج الباي مقصد الحائر والمظلوم والشاكي والمحتاج…يسمع…ويفهم..ويفكر…ويوجه ويتدخل لإنصاف المظلوم…
ولما توفي ترك ذرية طيبة تعلمت، وواصلت خدمة العباد والبلاد بما يجعل الرحمة تضيء قبره…فهل ترون مثله ينسى؟
أنا أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى