كتب: محمد الحبيب السلامي
…من لهجته تعلم أنه طرابلسي الأصل، تربى في صفاقس، حفظ القرآن وأخذ حظا من علوم الدين واللغة على شيوخ من الجامع الكبير بصفاقس… ثمّ واصل الدراسة بجامع الزيتونة فتحصل على شهادة التطويع التي عاد بها إلى صفاقس…
معلم في صفاقس
فكان معلما ومدير مدرسة قرآنية مدة قصيرة، ثم عُيّن مدرسا معاونا بالفرع الزيتوني بصفاقس، ومن هنا انطلق في طريق النشاط بالجمعيات…أسّس مع البعض من أصدقائه في صفاقس فرعا لجمعية الشبان المسلمين، وفيها بعث فرعا للنشاط الكشفي، وفرعا للتمثيل والمسرح…
دار الجمعية
كما بعث في دار الجمعية مكتبة ثرية للمطالعة، ولأنه كان مغرما بالمطالعةً فقد كان أديب خطابة يخطب ويحاضر على المنابر ارتجالا…وكان صاحب مجالس نكتة وفكاهة..
شجّع المؤدبين على العناية بتلاميذهم ومساعدتهم على حفظ القرآن الكريم ليشاركوا في المسابقات السنوية الوطنية بتونس، وكان يقيم حفلا بقاعة الأفراح بصفاقس للفائزين…
بعد سنوات، ولما بلغ سن التقاعد بعث مع نخبة طيبة جمعية المحافظة على القرآن الكريم والأخلاق الفاضلة التى لأنها كانت لله دامت وتواصل نشاطها إلى اليوم تحت رئاسة الأستاذ عبد العزيز الوكيل…
الكثير مما يفيد
هذا الشيخ الجليل محمد بن إسماعيل لم أتتلمذ عليه ولكنني جالسته وأنا مدرس معه في الحي الزيتوني، فوجدت لديه الكثير مما يفيد ويروى ويسلي…
توفي لما حان أجله فودعته صفاقس بما يليق بعلمه ونضاله العلمي الثقافي التربوي، وترك مكتبة ثرية حاولت أن أعرف مصيرها فعجزت…وبحثت عن أقلام أرخوا سيرته للدرس والعبرة لما طلب مني الأستاذ الأديب الزيتوني البشير العريبي الكتابة عن الشيخ بن إسماعيل فلم أجد…
لذلك بقيت أسأل من يذكره ويتذكره لأنني أحب أن أفهم…
