يوسف الرمادي يكتب: ‘صفقة الموسم’..ماذا ربح ريال مدريد..وماذا جنى مبابي؟

كتب: يوسف الرمادي
تعتبر صفقة انضمام مبابي اللاعب الفرنسي الموهوب لـ ريال مدريد الاسباني من أغرب الصفقات في كرة القدم، ذلك أنّ هذه الصفقة لو أعمل فيها الريال مدريد العقل ولو كان أنشيلوتي ناصحا حقيقي للريال لما أقدم على ما أقدم عليه…
هذا من ناحيّة ريال مدريد ذلك أنّ تكديس النجوم فغالبا لا يكون لفائدة الفريق إذ زيادة على التنافس بينهم الذي غالبا لا يمكن أن يكون بريئا، وقد يضرّ بالفريق ولا ينفعه خاصة إذا كان في الفريق عنصرا مشاكسا مثل “فينيسيوس البرازيلي ” الذي يمهّد منذ مدّة ليكون النجم الأوّل للريال فإذا به يجد نفسه أمام منافس قوي على النجوميّة مع هذا القادم من “باريس سان جيرمان” حاملا معه كأس العالم مع المنتخب الفرنسي وجملة من الألقاب الأخرى على الصعيد المحلي…و باحثا على لقب قاري لم يسعفه الحظّ للحصول عليه مع فريقه الفرنسي وطامحا باقتدار للحصول على الكرة الذهبيّة…لذلك اختار الريال و لم يفكّر في فريق سواه…
ومهما كانت حكمة وقدرة المدرب الإيطالي أنشيلوتي للتوفيق بين هذين اللاعبين فسوف لن ينجح ـ والأيام بيننا ـ إذ ما بين اللاعبين هو أوّلا الكرة الذهبيّة التي يطمح لها الاثنان وثانيا المستقبل الذي ينتظرهما إذ هما متقاربان في السنّ ومستقبلهما بين أقدامهم. هذا من ناحية الريال الذي قد يكون بانتداب امبابي الذي هو ليس في حاجة أكيدة له قد أوقد نارا كانت تحت الرماد…
ماذا ربح مبابي؟
أمّا من ناحية امبابي فهو شاب في مقتبل العمر ومندفع معتزّ بقدراته الفنيّة والبدنيّة التي لا يناقشه فيها أحد فلو كان له مستشار حكيم (لا رغبة والدته) لنهاه عن هذه الصفقة…هذا يبقى مجرّد طرح لموضوع فما هي الأدلّة على صحّة هذا الطرح؟
لنبدأ بالريال سأرجع معه للموسم الفارط الذي أحرز فيه كلّ الألقاب تقريبا وحتّى نكون أكثر دقّة فقد أحرز أهمّ الألقاب على المستوى المحلّي والأوروبي وله من اللاعبين في كلّ المراكز ما مكّن أنشيلوتي من اللعب براحة تامة ولا ينقصه تقريبا إلّا رقم 9 وقد وجد الممرّن لسدّ هذا الشغور طرق متعدّدة وكانت ناجحة…
وهذا المركز لا يمكن أن يملأه امبابي إذ الأصل أنّ امبابي يحبّذ اللعب على الجناح ليستطيع بسرعته وقوّته البدنيّة وفنياته العالية أن يتجاوز المدافع ثمّ يختار حسب الموقع الذي هو فيه إمّا أن يوزّع أو يسدّد في المرمى…
وهذا الدور في الريال يشغله الآن “فينسيوس” هذا الذي لا يسلم منه ومن لسانه أحد فهل سيكون الممرّن قادرا على أن يفرض على هذين النجمين التداول على هذا المركز وهل سيقبل فينسيوس بذلك؟ أم هو سيهمّش امبابي بدعوى أنّه قادر على اللعب في مراكز أخرى وهذا صحيح نسبيّا إذ مردود امبابي الكامل لا يكون إلّا إذا لعب على الجناح. ألم ينتبه أنشيلوتي لهذا خاصة أن كلّ من اللاعبين يطمح للحصول على الكرة الذهبيّة إذا سيعيش الريال حرب نجوم قد تؤثّر على مردوده مهما كانت قدرة أنشيلوتي على التهدئة..
إذا ماذا ربح امبابي لانتقاله للريال الذي حتّى إن حصد معه هذا الموسم كلّ الألقاب فسوف لن يقال أنّ ذلك بفضل امبابي لأنّ حصد الألقاب ليس غريبا على الريال وقد فعل ذلك من سنين دون أن يكون له امبابي؟
هذا مكانه الحقيقي
وإنّي أرى المكان الحقيقي والمفيد لـ مبابي هو مانشستر سيتي هذا الفريق الذي لو انضمّ إليه امبابي لكانت له فيه إضافة إذ المان سيتي قادر على وضع مركز الجناح على ذمّة امبابي وسيكون له هنالك نجاح كبير وسوف يحقّق مراده الذي هو الحصول “على “الشامبيونزليغ “والكرة الذهبية مع هذا الفريق الذي لا ينقصه شيئا…
صفقة خاسرة؟
أقول هذا لأنّه يؤسفني أن يصاب لاعب في حجم مبابي بصدمة متوقّعة وتذهب أحلامه أدراج الرياح وأن يكون بهذا الاختيار قد أساء لمستقبله رغم أنّ سنّه يسمح له بالتدارك .
وفي الختام أسمح لنفسي أن أقول أنّ صفقة الريال مع “مبابي” هي صفقة خاسرة خاسرة.. والأيام بيننا.
وحتّى أعطيّ لقيصر ما لقيصر فلا أظنّ أنّ ريال مدريد وما أدراك قد غفل على هذه الحقائق فلابدّ أن يكون له من وراء انتداب “مبابي” مآرب أخرى لعلّ أهمّها هو أن لا ينضمّ مبابي لفريق آخر قد ينافسه على الشامبيونز ليغ…من يدري؟