صالون الصريح

نوفل سلامة يكتب/ آمال قرامي: ‘‘العشرية السوداء’’ استعارة خطيرة ومنزلق كبير…

slama
كتب: نوفل سلامة

لعله اللقاء الفكري الوحيد الذي يخصص في المرحلة الحالية لمناقشة خطاب “العشرية السوداء” ويحاول أن يتوقف قليلا عند منجز العشرية الماضية بكل ما تحقق فيها من سلبيات وايجابيات في محاولة للفهم والتدبر والإدراك وتحليل ما حصل بكل هدوء وموضوعية دون تحامل ولا توظيف ولا تمجيد أو تبرير..

هذا هو الانطباع العام الذي حصل بعد مواكبة ندوة مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ليوم السبت 10 جوان 2023 التي استضافت إليها الدكتورة أمال قرامي لتقديم مقاربتها ورؤيتها بخصوص تقييم فترة ما بعد الثورة التونسية، والتعرّف على ما تقترحه من عرض معرفي وتحليل فكري يلامس مصطلح: ‘العشرية السوداء’ هذا المصطلح الذي نراه ينتشر اليوم بكثافة ويتحكم في المرحلة الحالية ويشكل الوعي الجمعي وهو المفهوم الذي قام عليه منعرج 25 جويلية الذي غيّر كليا من المشهد السياسي وقلب الأوضاع رأسا على عقب ووضع البلاد في مسار آخر وفضاء مختلف ومرحلة تاريخية جديدة.

حقيقة ما حصل؟

قيمة هذه الندوة الفكرية حول العشرية السوداء أنها تندرج ضمن روح المؤسسة في كتابة تاريخ تونس المعاصر وأحداثها وهي لا تزال سارية لم تنته بعد وتأثيث الذاكرة الوطنية في لحظتها الراهنة، ومن خلال الفاعلين فيها والشاهدين على أحداثها وضمن النظرة الجديدة التي تسعى إلى تأريخ الأحداث دون انتظار سنوات كثيرة حتى يكتب التاريخ كما هي عادة المؤرخين القدامى، فالكتابة التاريخية أصبحت اليوم تكتب في لحظتها ومن خلال الفاعلين وذلك من أجل انتاج قصة وسردية تقترب بقدر كبير إلى حقيقة ما حصل ومن الحقيقة التاريخية التي ترنو إليها.
ومداخلة الدكتورة آمال قرامي تأتي في هذا السياق من الكتابة التاريخية الحديثة وفي سياق كتابة الاحداث وتحليل مجرياتها في راهنيتها من أجل الوصول الى كتابة تاريخية موضوعية وتحقيق وعي حقيقي وفي سياق قطع الطريق على المنتصر حتى لا يكتب تاريخا لوحده كما يروق له ويخدمه.

تنسيب الأمور..

العرض المعرفي الذي تقترحه الدكتورة آمال قرامي في حديثها حول مصطلح العشرية السوداء الذي توسع تداوله في الخطاب السياسي والإعلامي وحتى الشعبي يقوم على فكرة أساسية مفادها أن مرحلة ما بعد الثورة أو العشرية الماضية لا يمكن اعتبارها سلبية كلها ولا يمكن وصفها بالكلية أنها مظلمة أو سوداء، كما لا يمكن الحكم عليها بأنها مرحلة دمار أو خراب فالتحليل العلمي والنظرة الموضوعية تفترض حسب رأي قرامي تنسيب الأمور والخروج من حالة العتمة الفكرية و تفرض تحرير المعنى وتسريح الفهم وتوسيع المعرفة وتعتبر أن المشهد العام في البلاد قد هيمن عليه خطاب سياسي يعتمد على توظيف جملة من الأساليب البلاغية أهمها أسلوب الاستعارة فخطاب الفاعل السياسي بعد 25 جويلة 2021 قد وظف بكثافة الاستعارة واستعمل التشبيه وهو أسلوب درج على استعماله الكثير من القادة السياسيين مثل بورقيبة و القذافي و جمال عبد الناصر وتبرز الاستعارة بقوة ووضوح في خطابات الرئيس بوش حينما كثف في خطابه استعارة الحرب والخطاب العدائي للمسلمين والفاعل السياسي في فضائنا التونسي قد كثف هو الآخر من استعمال استعارة السواد لوصف المرحلة الماضية بأنها عشرية سوداء….

من خلال تحليل خطاب الفاعل السياسي والنظر في المعجم اللغوي الذي يستعمله نتوقف مع الدكتورة آمال قرامي على تكثيف استعمال لفظة الخراب والعشرية السوداء في الخطاب الموجه إلى الجمهور الغاية منه إعطاؤه طابعا خاصا من المتانة والقوة بغاية التحكم في المتلقي والسيطرة عليه نحو توجيهه… فالحديث عن العشرية الماضية على أنها عشرية سوداء برمتها هو أسلوب ينتهجه الفاعل السياسي من أجل الهيمنة والسيطرة، ومن أجل فرض سردية واحدة وأخيرة للأحداث يحتكم إليها الجميع ويرجعون إليها هي وحدها لفهم ما حصل والتحذير والتخويف من مغبة التفكير في محاولة العودة إليها أو مجرد التفكير في مناقشتها فالاستعارة على عكس ما يراها اللغويين هي في المجال السياسي أسلوب هيمنة وطريقة سيطرة وتحكم في الوعي وخطورتها في قدرتها على الاقناع فهي عند الفيلسوف ” جون لوك والفيلسوف توماس هوبز ” ليست من مستلزمات الخطاب وإنما هي تقنية خطيرة تدخلنا في حرب مع الآخر وتضعنا في مجال من الإستعارات المتضادة و الانخراط في لعبة وصم الآخر وجلده وسحله لمجرد أنه مختلف عنا أو لأننا لا نتفق معه….

رؤية مضللة

وخطورة استعمال الفاعل السياسي للاستعارات والتشبيه في كون الخطاب الذي يقدمه يحول دون التفكير بحرية وينتهي إلى مصادرة الحق في فهم مختلف عما يقدم ويمنع الاطلاع على معرفة أخرى لما حدث من زوايا مختلفة لا من زاوية وقراءة وحيدة لا غير يفرضها… وهي أسلوب استعمل بكثافة منذ الثورة وإلى اليوم الغاية منه تقديم رؤية مضللة يمكن من خلالها التحكم في الناس وتوجيه الأفراد وجعلهم يتبنون رؤية وحيدة على أنها الحقيقة المطلقة وهذا ما حصل مع الثورة التونسية وهي في وهجها وقوتها حينما تم وصفها ” بثورة الياسمين ” وإلحاقها بثورات ” الربيع العربي ” وهي مصطلحات لم نشارك في وضعها ولا كان لنا الوقت بمناقشتها للقبول بها أو ردها ونفس الشيء حينما تراجع وهج الثورة وانتكست أعلامها وتم تحويل وجهة الانتقال الديمقراطي وبدأنا نتحدث عن الفشل وعن خيبة الأمل في المسار الذي اتبعناه واخترناه وضياع الحلم و الخيبة في المراهنة عن الحرية والديمقراطية في تحسين الأحوال وعن عجز الثورة في تحقيق أهداف كل الذين قاموا بها وخاصة أبناء الجهات المحرومة والمنسية والمقصية وحينما لم تستطع الثورة أن تحقق منجزها الاقتصادي والاجتماعي رأينا ظهور استعارات أخرى تصف ما حصل من ثورة على أنه ” شتاء عربي ” أو ” خريف الإسلاميين ” وهي كلها أوصاف تعكس تمثلات جديدة للثورة بعد سنوات من اندلاعها وهي استعارات لها دلالاتها في التعبير عن الحالة النفسية والشعورية والفكرية للشعوب التي قامت بثورة على حكامها المستبدين وحصلت لها انتكاسة كبرى في تحقيق الأهداف والآمال.

ربط بـ عشرية الجزائر

تعتبر آمال القرامي أن استعمال مفهوم العشرية السوداء لتوصيف العشرية التي حكم فيها الاسلاميون وشاركهم فيها معظم الأحزاب السياسية وساهم فيها الكثير من الفاعلين السياسيين كان مقصودا وموظفا لربطه بعشرية أخرى حصلت في بلد مجاور وللتذكير بما حصل في تسعينات القرن الماضي في الجزائر من أعمال إجرامية دامت عشرية كاملة نسبت إلى الجماعات الارهابية قبل أن تحصل المصالحة مع السلطة، وهي سردية يستعيرها الفاعل السياسي اليوم ويوظفها من خلال استعارة العشرية السوداء ويستجلبها من الفضاء الجزائري ليُسقطها على الفضاء التونسي مع اختلاف السياقات التاريخية واختلاف المآلات وهذه الاستعارة وهذا الاستجلاب الذي قام به الفاعل السياسي إلى جانب كونه قد شوه الخصم السياسي وأقصاه وأبعده من المشهد فهي تقنية تستعمل لصناعة وعي جمعي متحكم فيه وفيه مساحة كبيرة للتلاعب بالمشاعر وفرض سردية وحيدة لا غير لفهم الحقيقة التي ليس لها في هذا الخطاب إلا وجه واحد وهي أن ما حصل كان عشرية خراب ودمار وسواد شبيهة بما حصل في عشرية الجزائر ولما اتضح أن التشبيه والاستعارة والمقارنة مع عشرية الجزائر غير ممكنة وأن اضفاء صفة العشرية السوداء التي كانت دموية في الجزائر على الحالة التونسية عملية مضللة وفيها حيز من التحايل والتزييف عدّل الفاعل السياسي من خطابه وغير من معجمه اللغوي للهيمنة والتحكم بأن ضخ في هذا الخطب معان جديدة من تجويع وتفقير للدلالة على أن العشرية السوداء في تونس كانت عشرية إذلال للشعب وعشرية تجويع له ونهب لخيراته وسرقة لأمواله لتتحول إلى عشرية سوداء بمضمون اجتماعي واقتصادي سلبي بالكامل.

خطاب خطير

ما نخرج به من هذه المحاضرة التي يمكن اعتبارها مرجعية في فهم ما حصل ويحصل منذ الثورة وإلى اليوم من خلال تحليل الخطاب السياسي للفاعل السياسي والمعجم اللغوي الذي يوظفه والتقنيات اللغوية التي يستعملها ومنها تقنية الاستعارة والتشبيه، أننا نعيش مرحلة هيمن فيها خطاب خطير استعمل تقنية لغوية خطيرة ووظف أسلوب الاستعارة في الحديث من خلال استجلاب مفهوم ومعنى العشرية السوداء التي حصلت في الجزائر للدلالة على أن التاريخ كان حاضرا بيننا ليشكل ذاكرتنا الجماعية ويحيل على صورة مخيفة مكروهة وهي طريقة تستعمل في توجيه الجمهور الذي نريده أن يغفل عن كل القراءات الأخرى الممكنة لما حصل وحصره في سردية تزيح كل الإمكانية الأخرى للتأويل والفهم . والسؤال المطروح هل فعلا عشنا عشرية الجزائر حتى تسمى عشريتنا سوداء لبشاعة وفظاعة ما حصل فيها؟
و هل في توظيف مصطلح العشرية السوداء وإسقاطه على الحالة التونسية كان لرغبة جعل الشعب ينسى ويغفل عن الجوانب الايجابية في عملية خطيرة لتزييف الوعي وفرض قراءة موجهة للقول بأن كامل العشرية هي خراب وفشل وسواد وأنه علينا القيام بعملية هدم وإعادة بناء من جديد.

الضغط والإقصاء

ما نخرج به من هذه المحاضرة أن خطاب استعارة العشرية السوداء هو خطاب يقوم على الاقصاء ويتبع أسلوب الضغط على المتلقى لجعله يكره كل ما سبق ويرفضه وينتهي إلى مصادرة الحق في التفاعل الحر مع أحداث الماضي لاستبعاد حقبة كاملة من التاريخ ومحوها وإقصاء شخصيات كانت فاعلة لأنها أضحت محسوبة على الماضي وهو خطاب يصنف في الأدبيات السياسية ضمن خطابات الكراهية فهو لا يكتفي بصنع سردية خاصة به يجعلها ملزمة للجميع وإنما هو بالإضافة إلى ذلك استراتيجية لتكميم الأفواه والتحكم في المشاعر وصناعة الرأي العام وتوجيهه وتكييف وعي الجمهور حسب قناعات صاحب الخطاب .
خطاب الاستعارة هو خطاب فيه خروج عن العقلانية باعتماد تقنية الهاب المشاعر و توظيف الصورة التي تحصل في الملاعب عند جمهور” الفيراج ” وهو خطاب يقوم على إلقاء اللائمة على الآخر ورمي كل الأخطاء والفشل عليه باستعمال معجم خطير يرسخ صورة ثابتة ، صورة أن كل ما يحصل لنا اليوم هو نتاج العشرية السوداء وبسبب الفاعلين فيها من اجل التنصل من المسؤولية . فالقول بأننا قد ورثنا تركة عن السابقين هو خطاب الغاية منه التهرب من المحاسبة والتنصل من الأزمات التي تحصل الآن والتفصي من تحمل تبعات الخيارات.
المفيد الذي نخرج به من هذه المحاضرة أن خطاب الاستعارة هو خطاب يقوم على المفاصلة والفرز بين مرحلتين مرحلة فيها خراب ودمار وفشل وسواد وتفقير وتجويع وأخرى تبشر بالانعتاق والرفاه والبناء والتأسيس الجديدين و مرحلة محاسبة وتأسيس لنظام حقيقة جديد يطوع سردية التخوين ويستعمل تقنية التكرار والاستمرار في الإعادة لتثبيت الفكرة والمعنى والإيهام بأنها هي الحقيقة الكاملة والمطلقة التي ليس بعدها ولا قبلها حقيقة أخرى. فتكرار المعلومة وضخها باستمرار في كل خروج للعموم الغاية منه ترسيخ قناعة وتركيز فكرة وهي أن الحقبة الماضية كانت كلها سيئة لذلك كانت نجاعة الاستعارة في قدرتها على التأثير على الناس وصناعة تمثلات لما حدث تندرج في إطار التعميم والتعويم والحجب والتضليل.
والمفيد الآخر أن خطاب العشرية السوداء هو خطاب إنكار للآخر وعدم الاعتراف بالمنجز التاريخي السابق وفيه شطب لكل الأدبيات التي أنجزت وينتهى إلى إيقاف عجلة التاريخ في مرحلة السواد والفشل والانتقال نحو سردية أخرى وكتابة تاريخية للحاضر بإدانة الماضي وتحميله مسؤولية كل ما حصل و حتى على ما يقع حاضرا .. ما يحدث اليوم هو بناء جديد بسياسيين جدد ومشروع اصلاحي جديد يقوم على إدانة العشرية التي توصف بالسوداء بكل مكوناتها وافراغها من انجازاتها نحو تشويهها وتخويف الناس منها.
تضيف آمال قرامي القول بالتأكيد على أن التحليل العلمي والموضوعي يعتبر أن العشرية الماضية رغم ما حصل فيها من اغتيالات سياسية ذهب ضحيتها شخصيات سياسية مناضلة لها وزنها وثقلها الكبير في الساحة السياسية ورغم ما رافقها من سلبيات ومناطق فشل وخاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي فقد تحققت فيها الكثير من المكاسب في جوانب مختلفة لم يتم القاء الضوء عليها بالقدر الكافي وتلك خطيئة أخرى يتحملها من قادة الثورة منها مشاريع اقتصادية وتنموية تعطلت وتوقفت لأسباب عديدة ومنها المكاسب التي تحققت في الجانب التشريعي ويكفي أن نذكر هنا اجراء انتخابات نزيهة وشفافة شهد بنزاهتها العالم بالإضافة إلى التنصيص على الحريات العامة والفردية في الدستور وإقرار حرية الاعلام وسن قانون تجريم العنف ضد المرأة وقانون تجريم العنصرية لقد حصلت معرفة حصلت في مجال المساءلة والحوكمة وحصل تمرين مفيد خضع له التونسيون في مجال التناصف .. حصل وعي بالحقوق والحريات والمساواة .. وحصل تمرين مهم آخر في مجال الحوارات المجتمعية وفي تجربة الاستماع إلى الآخر الذي كان مغيبا من دون أن ننسى تجربة التفاوض وحل المشاكل بالحوار والنقاش.

منعرج حاسم

تنهي الدكتورة آمال قرامي حديثها فيما تعتبره مقترحا كانت قد تقدمت به في هذه الندوة للفهم وعرضا معرفيا تبسطه لتحرير المعنى وتوسيع المعرفة من أجل وعي متوازن بحقيقة ما حصل خلال عشرية كاملة بالقول ” إننا عشنا مرحلة تاريخية فارقة وحقبة زمنية من تاريخ تونس المعاصر بكل تقلباتها وبكل أحداثها المتناقضة مثلت منعرجا حاسما للبلاد وكانت لها ارتداداتها على العالم وعلى الكثير من االبلدان العربية .. لقد عشناها بكثير من الأحلام والانتظارات وبخيبات مؤلمة وبانكسارات نحاول جبرها ومحاولات تحويل وجهة مسارها .. عشناها بآلامها وأفراحها وإخفاقاتها ونجاحاتها ولكن الذي بقى في النهاية هو مسار عشرية لم يكتمل بناؤه من أجل مجتمع أفضل لشعب يستحق الكثير وعشرية لم تكن جلها سوداء سمحت لنا من الخروج من نظام كان مسيطرا على كل مجالات الحياة وكان يكمم الأفواه جعلنا سجناء بالإكراه وفرض علينا الحيطة في الحديث .. عشرية التناقضات واكتشاف الذات لقد سمحت لنا هذه العشرية من أن نتعرف على حقيقة أنفسنا وذواتنا والإجابة على سؤال من نحن ؟ .. عشرية تعرفنا من خلالها على امكانياتنا وقدراتنا في تشكيل حياة جديدة .. إن المكسب الذي جنيناه هو أننا خرجنا من حالة الترويع الى حالة من تحرير الكلمة نحو حياة المواطنة الفاعلة ..”
لقد حاولت هذه المحاضرة أن تحرر الوعي حتى لا يكون زائفا وتجعل الفرد يستعيد حقه في الفهم والإدراك من خارج الدائرة المغلقة التي رسمها السياسي وأراد أن يحصر فيها الشعب وهي محاضرة من أجل استعادة النظر إلى الاشياء من زوايا وإمكانيات مختلفة وحالات تأويل ممكنة ومتاحة..
سعت الندوة إلى التنبيه إلى خطورة استراتيجية السيطرة والتحكم والتوجيه والتمكن و التمكين باستعمال تقنية الاستعارة وخطورة عملية الاغلاق والحجب في الخطاب لكل المنجز السابق في تشكيل وعي ناقص ومشوه وزائف ومضلل ..
حرصت على التنبيه إلى المنزلقات الخطير التي تنتجها تقنية الاستعارة في خطاب الفاعل السياسي والتي تؤدي إلى كتابة تاريخ منقوص ومشوه وبناء خطاب لا يقدم ولا يطور ولا يبني ويلغي فكرة تراكم التجارب ويركز على الهدم وإعادة البناء من جديد .. التنبيه إلى خطورة خطاب الاستعارة في التنصل من المحاسبة والمساءلة على الخيارات والأخطاء التي تحصل بعد العشرية التي قيل عنها بالسوداء .. في كلمة أخيرة فإن محاضرة الدكتورة آمال قرامي يمكن اعتبارها محاضرة مرجعية في الفهم والإدراك وتحرير المعنى وتوسع المعرفة من أجل أن نكون مواطنين أحرارا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى