فنون

نجمة ‘تيك – توك’ تشتري سيارة بـ 400 مليون مثلما تشتري انت صحفة لبلابي؟..

كتب: سمير الوافي

إحدى نجمات التيك توك دخلت شوروم إحدى أفخم ماركات السيارات في العاصمة…نظرت إلى سيارة ثمنها مكتوب أمامها وهو حوالي 400 مليون…شهقت قائلة ” محلاها “…بعد دقيقتين من ” محلاها ” ودون مساومة ولا مفاوضة قالت للموظف ” أريدها احجزها لي ، سأعود لشرائها “…أجابها ” أوكي ” وهو مزبهلّ…

غادرت المكان قبل أن ينتهي من ذهوله…وفي الغد عادت بشيك certifié وبدأت في إجراءات شراء السيارة ثم تسلمتها…كانت أسرع عملية بيع سيارة في الشوروم…إستغرقت نفس الوقت الذي نأكل فيه صحفة لبلابي في محل مزدحم…وربما تُشترى السيارة قبل أن تحضر الصحفة !!!
لست أختلق حكاية من خيالي بل هي واقعة حقيقية وكما حدثت بالضبط…وهي لم تسرق ولم تتاجر في الممنوعات ولم تخالف القانون…لكن التيك توك يجعل ريتم مشترياتك الفخمة سريعة جدا وسهلة تَكْ تَكْ…والبضاعة المطلوبة في التيك توك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي هي أن تبيع خصوصياتك…أن تُسوّق حياتك الشخصية…أن تسكن في بيت بلا جدران تسمح لكل العيون بمراقبة ما فيه…تلك سلعة ثمينة وغالية في التيك توك…تحدث عن مشاكلك الزوجية…عن فطورك…عن كلبك…صور عيشتك الكلبة…أعمل لايف لمزاحك أو غزلك مع زوجك او زوجتك…تحدث عن فطور كلبتك وعلاقتها بكلب الجيران…ستجد من يشتري ويتابع ويصرف بشغف وفضول ومتعة وتفاعل…التفاهة هي السلعة الأكثر رواجا ومبيعا وربحا…وجمهور التفاهة هو الأكبر…والتيك توك يفتح أبوابا أخرى لجني الملايين…!!
مؤخرا قالت إحداهن أن هناك خليجيين قالوا لها ” أنهم لا ينامون قبل مشاهدة اللايف اليومي متاعها في التيك توك “…يعني إدمان على سماعها ومشاهدتها دون أن تغني أو تمثل أو تخترع أو تعزف أو تتحدث في الأدب أو العلم أو الثقافة أو الرياضة أو حتى ترقص أو تمارس أي موهبة أخرى…هي فقط تتحدث مع زوجها أو صديقتها أو حماتها أو تطبخ أو تقول أي كلام عادي تقوله أنت في يومك العادي…التافهون قادمون…بل وصلوا يا جماعة…!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى