جهات

نابل: مؤسسات سياحية مدمرة..والدولة تتفرج من بعيد

لما تحدثنا وكتبنا عديد المرات عن المؤسسات السياحية في مدينة نابل التي اغلقت ابوابها وأصبحت اعشاشا للطيور وعرضة للنهب رغم عراقتها لظروف مالية واشياء اخرى نجهلها والمثل العربي يقول ” الإبل تمشي على كبارها ” يعني بعد وفاة مؤسسي وباعثي هذه المؤسسات تعطل كل شيء وتوقفت محركات الانتاج بعد أن تولى مسؤولية التسيير ورثة المتوفين او من ينوبهم..

وقد اتضح أنهم يفتقرون إلى خبرة التسيير والتعامل مع الاخرين وخاصة البنوك الدائنة وكل المتعاملين معهم من مزودين ووكالات اسفار داخلية وخارجية في ظل توقف الدولة على الاخذ بيد تلك المؤسسات خاصة في سنوات التدمير ـ سنوات الكوفيد ـ التي اكلت الأخضر واليابس في كل المجالات الحيوية وخاصة الاقتصادية والاجتماعية…

سؤال محيّر

لكن السؤال المحير لماذا لم تتحرك الدولة لمساعدة هذه المؤسسات السباحية على الوقوف من جديد عوض التفرج من بعيد على اضمحلالها رويدا رويدا، وبذلك ترجع ماكينة العمل إلى الدوران من جديد في عاصمة الوطن القبلي التي تراجعت فيها السياحة بشكل غريب بعد أن كانت في سنوات السبعينات والثمانينات والتسعينات نموذجا في استقطاب السياح من كل أنحاء العالم…

فأحد أكبر وأقدم النزل التي استعملته الدولة في اجتماعاتها وندواتها و تسكين ضيوفها واكلهم ومشربهم واحتضانه للتظاهرات الثقافية اصبح ‘خرابا’ يحزن قلوب كل من يعرف هذا النزل الشهير، كما اصبح عدد آخر من كبار النزل بالجهة على نفس الشاكلة، ، نسأل ونمر لماذا لا يتم استغلالهم من طرف البنوك الدائنة وتشغيلهم بضمان من الدولة وتوفير مواطن شغل و احياء مدينة نابل النائمة أصلا من خلال هذه المؤسسات السياحية والمساهمة في إرجاع الحركة التجارية الراكدة منذ سنوات طويلة…
لو كانت هناك ارادة تقود ثورة حقيقية للنهوض بمدينة نابل من جديد ترجع بالفائدة على الحرفيين في الصناعات التقليدية التي دخلت في غيبوبة مطولة وهي في حاجة إلى حصص إنعاش متتابعة لعل الله ينفخ في صورتها مجددا وترجع الحياة إلى طبيعتها العادية، لكن من هو المسؤول الشجاع لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟
ربما الايام او الاشهر أو السنوات القادمة تتولى الاجابة عن تساؤلاتنا، لكن ‘يا ذنوبي’ في ظل المشاكل الاقتصادية التي تعيشها بلادنا التي لا تبشر بالخير على المدى القصير والمتوسط.

عزوز عبد الهادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى