جهات

نابل :عيد الشهداء بأي حال عدت يا عيد؟

احتفلت جل الولايات في تونس بعيد جلاء اخر جندي استعماري عن تونس بعد ان سقت دماء الشهداء الأبرار ارض هذه البلاد الطيبة من أجل عزة وكرامة هذا الشعب، وبعد الاستقلال دأبت الدولة التونسية بقيادة الراحل الحبيب بورقيبة على الاحتفال بهذه الذكرى العزيزة على قلوب التونسيين…

 لكن بعد انتفاضة 2010 تغير كل شيء  واصبحت الاعياد الوطنية محل تندر ومحل تشكيك من قبل من تقلد مقاليد الحكم في البلاد وأتباعهم الذين هبوا من كل حدب وصوب للانقضاض على غنيمة كانوا يترصدونها السنين الطويلة  بتواطؤ مع اسيادهم في الخارج الذين هالهم نجاح تونس في التقدم في كل المجالات بخلاف نغمة الديمقراطية المفقودة التي تلكا فيها كثيرا نظام الرئيس الراحل بن علي واعطى بذلك إلى خصومه و باعة الاوطان ذريعة على طبق من ذهب وكان ما كان…

ديمقراطية مغشوشة

 وهذه الديمقراطية المغشوشة التي مزقت وحدة الشعب التونسي بكل اطيافه من أجل عيون شيوخ الفتنة و اصحاب البطون المنتفخة مصاصي قوت هذا الشعب العاطفي المسكين ، وفجأة حلت مرحلة الحسابات والعقابات التي تأخرت كثيرا  واستبشر بها أغلبية الشعب التونسي ذات يوم 25 جوبلية وظن الجميع ان تونس دخلت مرحلة جديدة لتنظيفها من الادران التي  علقت بها لكن ” اللي يحسب وحدو يفضلو ” بعد انتشار المطبات امام الاصلاح الذي لم يكن مدروسا كما ينبغي  واختلط الحابل بالنابل اضافة الى تكالب الظروف الاقتصادية والاجتماعية مع التدخلات الخارجية في بلادنا من أشقائنا وأصدقائنا على حد السواء في حين الحلول هي تونسية تونسية،  لكن من دون من دمر وخرب مقدرات الشعب التونسي طيلة عشرة سنوات وبدون المسؤولين السلبيين وغير الاكفاء،  لأن تونس ولادة وكفاءاتها غزت العالم أو سحب منها البساط لأسباب مجهولة..

قبل فوات الأوان 

 ومن يريد الخير لتونس فعليه العفس على الجمر ونبذ الخلافات الجانبية والهامشية وتشمير السواعد كل من مكانه من اجل إنقاذ هذا الوطن الغالي من الضياع بعدها لن ينفعنا لا ندم ولا نديب وسيحاسبنا الله على نعمة لم نعطيها حق قدرها وأمانة لم نحافظ عليها وستلعننا الأجيال القادمة على التفريط في هذا البلد الجميل الأمين من جراء انانية كل من حكمها طيلة عقود .

حان الوقت للرجوع إلى الجادة و نكران الذات ووضع إسم تونس بين أعين الجمبع قبل فوات الاوان.

عزوز عبد الهادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى