منير بن صالحة :إذا تميّزت، بدأوا التنقيب: من دعمه؟ من موّله؟ ما خلفياته؟

كتب منير بن صالحة
ضوء… ليس عدلًا دائمًا
في فرنسا، يحتفي الإعلاميون بالمحامي إيريك دوبون-موريتي.
ينزل ضيفًا على البرامج الحوارية، يُسأل عن آرائه، تُعرض إنجازاته، وتُستعاد مرافعاته أمام الجمهور بكل فخر واهتمام.
الإعلام هناك يعرف كيف يُضيء على النجاح، كيف يُصدّر الكفاءة، كيف يصنع من المحامي رجل رأي وموقف ودولة.
أما هنا…
فإذا برز اسمك، بحثوا عمّا يُربكه.
وإذا تميّزت، بدأوا التنقيب: من دعمه؟ من موّله؟ ما خلفياته؟
وإذا حققت النجاح، قالوا: دعونا نستقصي…
فيتحول “الاستقصاء” أحيانًا إلى مطاردة،
وتصبح “الموضوعية” غطاءً لتهميش الكفاءات وطمس المتميزين.
رافعت في آلاف القضايا، منها ما شغل الرأي العام الدولي، ومنها ما غيّر مجرى الأمور.
لكنني في بيئة لا ترى في كل نجاحٍ فرصةً للفخر، بل احتمالًا للمبالغة… أو الاستغلال.
الفرق بيني وبين دوبون-موريتي؟
ليس في عدد القضايا، ولا في عمق المرافعات، ولا في الحضور أو التأثير…
الفرق الحقيقي في البيئة التي تحتفي بصاحب الإنجاز… وتلك التي تُربكها صورته.
أنا لا أطلب شيئًا.
لكنني أُسجّل، للتاريخ فقط:
بعض النجاحات لا تحتاج منابر… لأنها أصبحت منبرًا بحد ذاتها.