محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (78): الشيخ الأستاذ حامد بوعتور 1921 ـ 1992
كتب: محمد الحبيب السلامي
…من زاوية العالية بصفاقس خرج حامد بوعتور وقد حفظ القرآن فدخل مدرسة ابتدائية وفيها تحصل على الشهادة الابتدائية، انضم إلى التعليم الزيتوني بصفاقس فلما تحصل على شهادة الأهلية سافر إلى تونس وجامع الزيتونة…
وبشهادة التحصيل التي خرج بها دخل نفس الزاوية يُعلم التلاميذ الفقه وقواعد النحو والصرف والرسم والخط بطريقة تلقينية تفرض على التلاميذ الحفظ، وخلال الحرب العالمية الثانية كنت من تلاميذه فحفظت ما بقي زادا من زادي…
رجع لجامع الزيتونة
بعد الحرب العالمية رجع لجامع الزيتونة يواصل الدراسة فلما تحصل على شهادة العالمية رجع إلى صفاقس ليكون معلما في المدارس الابتدائية ومديرا في سنة 1970 قضى سنة دراسية بالكلية الزيتونية فنال الإجازة وبها دخل التعليم الثانوي أستاذا…
لما تقاعد صار إماما بجامع العالية فكان كلما استشهد بحديث نبوي خرجه وعرف بمصدره، فقد كان راوية حديث وصاحب مكتبة ثرية بها التفاسير وكتب الحديث والفقه وغيرها…
مجلس البخاري
في بداية الثمانينات أسس مع نخبة (مجلس البخاري) لقراءة التفاسير وصحيح البخاري بشروحه وساهم في تأليف كتاب (الدعاء في القرآن) وألف كتاب الهدي النبوي وكتابا في علم التجويد، وقضى في إذاعة صفاقس سنوات يصلح الأخطاء اللغوية وينتج برنامجا دينيا اجتماعيا…
حتى إذا شدّه المرض لغرفة العمليات بالمستشفى حان أجله وودع الدنيا وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر وبقي تلاميذه لا ينسونه وأنا مازلت أذكره ولا أنساه…فهل ينسى التلاميذ المعلم؟
أسأل وأحب أن أفهم…
