صالون الصريح

مقامات رمضانية: معاهدنا، ‘على كل لون يا كريمة’

chebbi
يكتبها: الأمين الشابي

عم سعدون، لم يتعود ان يصطحب حفيده إلى المعهد، و لكن من عاداته لا يرفض له طلب و لم يتعود على رفض طلب أحد…

فبعد ان تمسك الحفيد بالجد لإيصاله للمعهد، أحضر سيارته ونادى حفيده احمد، فبان على محياه الفرح و كان بذلك سعيدا..

شقت السيارة طريقها تحمل الحفيد و الجد بكل مهارة، عند الوصول نزل الحفيد و بقي جده سعدون يرقبه بعين نظارة. ثم نزل متكأ على عكازه. فوقعت عيناه على جمع من التلاميذ، ‘قمح و زبيب’ بنات و شبان أعمارهم عن 15 سنة لا تزيد… ولكن اياديهم و عقولهم تفعل ما تريد.

هذا بين اصابعه سيجارة يتداول عليها حمص و زبيب. و فتى و فتات، كأنما يمثلان في شريط شادية و العندليب. غير مكترثين. لا برجل يمر و لا بـ قيّم و لا بزملائهم الذين في اللعب منهمكين.

تأمل عم سعدون ما يحصل ولا من تدخل لا من بعيد و لا من قريب. و غيرهم بقنينة يعبثون، الأرجل تلمطهما و تذبحها من الوريد إلى الوريد. و تلميذة لم تأبه لوجود عم سعدون و أخرجت من محفظتها أدوات مكياج وشرعت في تلوين وجهها و عينيها و شفاهها و كأنها دهان مختص صنديد.. و آخر لا يتوقف عن الحركة، يلطم و يصك من بجانبه و كأنه عنترة الشديد.

والعم سعدون يتفرج على هذا العالم الغريب. فتذكر كيف كان للمدرسة حرمة فمن يتجرأ في عهده أن ينبس و لو بكلمة. لا يعلم من أين يأتيه ‘شلبوق’ القيّم ليستقيم من جديد.

تنهد عم سعدون لحال تعليمنا حتى رن الجرس فرجع مسرعا كله وعد و وعيد. و قرر ان يبعث برسالة إلى الوزير لعله يغير منهاج التعليم من جديد. اقترح عليه فيها الرجوع بالتعليم إلى النظام القديم : لا لترك التلاميذ في الشارع ونعم لتخفيف الزمن الدراسي و لا للحمل الثقيل من الكتب، فهل الوزير المعني يستجيب؟..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى