صالون الصريح

مقامات رمضانية: عجز البلدية

chebbi
كتب: الأمين الشابي

نظر عم سعدون حوله، وهو يشق طريقه لقضاء بعض شؤونه الخاصة، فلاحظ تقريبا أن كل الطرقات و الشوارع و الانهج و جل الأرصفة، تزينها الحفر وكأننا لا نعيش في رحاب المدينة والحضر…

فلا يمكن ان تخطو خطوة دون أن يقع نظرك على حفرة وحفرة أخرى بين الحفر.

وتساءل أين البلديات من كل هذه الواجبات؟ وأين تاهت وصُرفت الاعتمادات. فهل هي تنصلت البلدية عن ردم بعض الحفر في الطرقات و وجهت الميزانية لاقتناء بعض السيارات…فهل يصعب على البلديات أن تكلف بعض العملة لردم تلك الحفر و ترفع عن المواطن ذلك الخطر؟

فماذا يتطلب ذلك سوى بعض القطرات من الأسفلت و بعض الحصى و برويطة وعامل و ” قرقيبة صغيرة” و سلام لكل البلديات لو بادرت بمثل هذه المهمات.

فواضل البناءات

تنهد عم سعدون و هو يرى أكداس فواضل البناءات تكتسح بلا خجل المصبات. بلا رادع و لا رقيب، و جرارات الخواص تصب في فواضل البناء أين و متى يحلو لها و لا من مجيب.
تكاثرت زفرات عم سعدون لحال البلاد و ما لحقها من تصرف مشوب للعباد، وذلك في غياب الرقابة وإنفاذ القانون على كل من يخطىء في حق المواطن بلا احترام ولا حساب.

الكل احتل الكل!

تحامل عم سعدون على نفسه وهو يرى الوضع كله في اكتئاب. و خطوة خطوة حتى وصل إلى سوق الخضر و الأسماك و اللحوم البيضاء و الحمراء و قد جمع بين ” نصب” الباعة الفوضى و الأوساخ و الازدحام.
الكل احتل الكل. الرصيف محتل، نصف الطريق محتل، بالسلع و الخضر و الغلال حتى كل توازن ونظام اختل.
تنهد عم سعدون، و أراد أن يرتاح قليلا في أقرب مقهى ليبتعد عن هذه الفوضى و الحفر. لكنه اصطدم ثانية بفوضى و احتلال، كراسي مقهى مبعثرة على الرصيف و على الطريق بكل تجاوز و انحلال.
وبنفس القدر تعمل المطاعم و المتاجر في احتلال الكل. ففر هاربا من تلك المقهى و هو يمر من ” وحلة إلى وحلة” و لكن حاله لم يكن يومها على ما يرام، حين شاهد أكوام الفضلات أكواما أكواما..وكلاب و قطط تقتات منها بنهم و انسياب. و نباح و مواء و الكل يعزف على الألحان و يغني الموال، بدون خوف و لا تصادم و لا صدام.

أين البلديات؟

كل هذا يحدث و البلديات الموقرة في غياب و منام. فلا هي قامت بمثل هذه الواجبات، تاركة المواطن بين كل هذه الفوضى و زاد عليها عند مجيء الظلام،. فوانيس معطلة وأخرى مضاءة في عز النهار.
وهنا تساءل عم سعدون على اي اساس و مقياس يتم انتخاب المجالس البلدية ان هي من يتسبب للمواطن في وجع الراس. و قال في نفسه لو يتم تركيز أعضاء مجالس البلديات على أساس برامج عقود، يتم فيها تحديد كل الواجبات في إطار فصول وبنود.
وتحدد المهام المنوطة بها و تحاسبها على انجاز هذه المهمات و على كل اخفاق و بلا حدود. و بذلك لا يشتكي المواطن دافع الأداء و لا يعيش في وسط حضر لا يحمل من ذلك الا الأسماء.

صمت عم سعدون عن محادثة الذات، وهو ينوي إعداد عقد شرف بين المواطن والبلدية يأتي على دور كل منهما في حدود المسؤولية. مع المطالبة بقيام البلدية بدورها الأساسي من نظافة و إنارة و وزرع آليات رقابة إلكترونية غير بشرية، لا تفرق بين هذا المواطن أو ذاك اذا ما خالف الإرشادات البلدية. و تراقب ايضا أعوان البلدية اذا ما تجاوزت دورها في رفع المخاطر البيئية و رفع عن السكان مظاهر التخلف و كل بلية.

هل أنا أهذي

تراجع عم سعدون و قال هل بالإمكان ان يحدث كل هذا أم تراني أهذي. فمتى استجابت، لطلب المواطن، البلدية الا اذا كانت هنالك حملة انتخابية؟
وعاشت البلدية مرتاحة و هنية وعاش المواطن في ظل وضعها حياة شقية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى