كتب: محمود حرشاني
في صائفة 1972 زار الأستاذ المرحوم محمد مزالي وكان آنذاك وزيرا للصحة العمومية على ما اتذكر منطقتنا ‘الحرشان’ للإشراف على مؤتمر شعبتنا الدستورية بدعوة من رئيس الشعبة آنذاك المرحوم صميدة الحرشاني الذي تربطه بالمرحوم محمد مزالي علاقة صداقة ونضال.
مشروع مزالي
أتذكر أن كل سكان القرية تجمعوا للترحيب بمقدم الوزير وحضور مؤتمر الشعبة، وكنّا مجموعة من الشباب الذي يدرس في التعليم الثانوي وفي الجامعة من بين الحاضرين..كنت من بين الذين طلبوا الكلمة للتدخل..وكنت أعددت كلمة كتبتها بعناية …..
واتذكر اني ركزّتها على مشروع مزالي الذي يدافع عنه ودفع ضريبته في ما بعد..بإقالته من الحكومة وهو مشروع التونسة والتعريب.
هدية مزالي
كما تحدثت عن مجلة ‘الفكر’ حاملة لواء مشروع التنوير والحداثة.. فأُعجب الوزير أيّما إعجاب بالتدخل وخصص جزءا كبيرا من كلمته للتنويه به، وبما أسماه حماس الشباب المتطلع الى غد افضل.. ثم دعاني عند الفطور الى الجلوس بجانبه كـ تكريم لي.
فانتهزت الفرصة وقلت له انني مغرم بالمطالعة وليس لي من كتب أو مجلات اطالعها في عطلتي.. فوعدني خيرا وقال لي انتظر…..
وبعد أيام جاءني عبر البريد المتجول طرد كبير باسمي.. فتحته على عجل فإذا بداخله بطاقة جميلة ومجموعة كبيرة من أعداد مجلة الفكر وكتب أخرى…هدية من المرحوم محمد مزالي….
