صالون الصريح

محمد المُحسن يكتب: كلمات من خلف الشغاف..إلى شهيد العلم الفلسطيني فارس خالد

Mohamed-El-Mohsen
كتب: محمد المُحسن

اختصّ اللهُ عز وجل الشهيد بمكانة سامية سامقة لا تدانيها مكانة في الدنيا ويوم القيامة وفي جنات الخلود..ومن عظيم كرم الله تعالى لهؤلاء الشهداء الذين باعوا أنفسهم من أجل الله، وتساموا على ما يحبون وتغلبوا على شهواتهم…

واسترخصوا الحياة في سبيل الظفر بالشهادة نيْلا لإرضاء لله، أنه تعالى اختار لهم خير الأسماء والألقاب..وخير الذكر..وخير الخلود…اختار لهم مكانة رفيعة تعد مضرب المثل في العلو والسمو والتسامي والمعالي..
تلك المكانة التي لا يصل إليها إلا الأنبياء والمرسلون والشهداء، ومَن اختارهم الله تعالى من عباده الصالحين.

أهمية الشهادة

لقد أيقن الصحابة الكرام (رضوان الله تعالى عليهم) أهمية الشهادة ومكانة الشهيد،فسمت نفوسهم،وتزاحموا على الشهادة،ليضربوا للعالمين أروعَ الأمثال في إيثار ربهم بأرواحهم وتقديمها قربانا له جل وعلا.
سقت هذا المقدمة إكراما لروح الشهيد التونسي فارس خالد..هذا الفتى الغض الذي أسكن فلسطين خلف شغاف القلب ورفع رايتها عاليا بيد تصالح الله والتاريخ والوطن..

نداء متجدد لكل الأحرار

إن استشهاد فارس خالد ليس خسارة فقط للجامعة التونسية، بل هو نداء متجدد لكل الأحرار بأن القضية الفلسطينية ليست شأنًا بعيدًا،بل هي قضية إنسانية جامعة،يُختبر فيها صدق الشعارات وموقع الإنسان من القيم..
هذا الشهيد التونسي ( فارس خالد) ارتقى شهيد الإيمان بأعدل الحقوق وأنبلها،وهو الحق الفلسطيني.ارتقى وهو يرفع راية التحرر والانعتاق،راية فلسطين التاريخية على أعلى قمم كلية الفنون التي ينتمي إليها،ليضاف إلى من سبقوه من أبناء تونس البررة الذين استشهدوا في سبيل فلسطين منذ سنة 1946..

رمز حي

فارس..لم يكن مجرد مشارك في وقفة تضامن، بل كان رمزًا حيًا لجيلٍ عربي أصيل،لا يعرف الصمت ولا يرضى بالذل،فارتقى شهيدًا في ميدان من ميادين الكرامة والانتصار لفلسطين،ليجسّد بأفعاله عُمق العلاقة التاريخية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والتونسي،هذه العلاقة التي تأسست على المحبة،والدعم الثابت للقضية الفلسطينية العادلة، والمواقف المشرفة التي لم تتغير يوماً رغم كل التحديات..

دمه لن يذهب سدى

من هنا..ومن موقعي المتواضع كحامل قلم، أنعى شهيد العلم الفلسطيني فارس خالد الذي كتب اسمه بمداد الدم في سجل القابضين على الجمر، وربط بجسده الطاهر بين ساحات الشرف في فلسطين وساحات الإسناد في تونس وكل الجبهات الحية عبر العالم..
وأدعو إلى تسمية الساحة الجامعية التي توفي فيها باسمه..تخليدا لذكراه..وإذا أتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى عائلة الشهيد فارس خالد،ورفاقه في ساحات النضال الطلابي،فإني أؤكد أن دم-فارس-لن يذهب سدى،بل سيكون نبراسا ينير درب كل الطلبة المناضلين الأحرار،ودافعا لمواصلة الكفاح من أجل فلسطين وكل القضايا العادلة.
هنيئا لكل الشهداء والمرابطين لحراسة الدين والوطن والعرض والأرض،وصدق الرسول الكريم القائل فيما أخرجه الترمذي في سننه: (عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ : عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ).
وبالله تعالى التوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى