كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم عُرف في صفاقس في القرن العشرين عُرف بـ صالح الطرابلسي، لأنه دخل صفاقس مهاجرا من طرابلس هربا من الاستعمار الإيطالي وعُرف باسم صالح الطبيب لأنه كان يطبب وعُرف باسم (بن يعفر) لأن ذلك لقبه العائلي…
هذا العلم كان يلبس القميص (السورية) فيتركها تتدلى ولا يدسها خلف السروال الطويل..هذا العلم استأجر برجا تحيط به أرض مشجرة (جنان) يقال إنها من أحباس الولي الصالح الشيخ أبي الحسن الكراي،
تزوج ولم يُنجب
هذا العلم هذا صالح الطبيب تزوج امرأة صفاقسية من عائلة مصباح لكنهما لم ينجبا..
هذا العلم صالح الطبيب ادعى أن له بعلم الطب معرفة فقد أخذ في طرابلس من الطب العلمي، وأخذ من الطب الشعبي ولذلك كان يطبب المريض الذي يعرض نفسه عليه في عيادة ممرض فتحها قرب جامع سيدي بوشويشة ويطبب مرضى الجيران..
هذا العلم صالح الطبيب اعتمد في تطبيبه أكثر على الطب الشعبي وقد شاهدته في حالات ثلاث..
حالات ثلاث..
الأولى كانت معي فقد سقطت وأنا ألعب مع الأصدقاء حصل حول كعب رجلي اليمنى انتفاخ وشدة ألم، في البيت استدعى والدي صالح الطبيب لقربه من بيتنا فهو جارنا كشف عني واستخرج بالمغيثة بعض الدم، ثم أمر بإعداد عصيدة من دقيق الشعير (المسبوك) أخذها ساخنة، ولفّها في قطعة من القماش وطوق بها كعبي وشدّها لتبقى حتى الصباح..وفي الصباح شُفيت..
الثانية قريبي انصب على ذراعه زيت من المقلاة ساخن، وحاول والده معالجته بطرق لكن الذراع قارب يتعفن صدفة زارنا جارنا صالح الطبيب فرآه استأذن وجاء بكمية من دقيق الجير العربي وخلطها بالزيت ولف الذراع بذلك الخليط ليبقى أسبوعا بعده طرح الجير وظهر الذراع سليما معافى…
الثالثة عامل ملازم لعائلتنا دُعي للعمل في أرض فلاح وهو على جمل الفلاح يحرث ويحمل الأثقال، قد يكون الجمل حقد عليه وجد الجمل فرصة وغفلة فخطف العامل من كف يده وأخذ يلوح به والعامل يصيح نتج عن ذلك جرح عميق في كف العامل وبه قد يتشوّه، ولأن الفلاح صهر صالح الطبيب فقد زار جدي والتزم له بمعالجة العامل وتطبيبه..وبعد أيام وبالطب الشعبي من صالح الطبيب شفي العامل..
ودع الدنيا
هذا العلم صالح الطبيب كان يتابع أخبار الإذاعات وخاصة في الحرب العالمية الثانية، وينشرها بين روّاد مركز مجاور لبيته ويتابع السياسة ولا يتدخل فيها ويسهر في بعض الليالي في بيوت جيرانه، وفي ليلة قضى السهرة ورجع إلى بيته ودخل فراشه لينام ويستريح دون أن يشكو من مرض وعلة لكن أجله قد حضر فودع دنياه وودعته زوجته وجيرانه وودعته صفاقس..
ملك عام
واستقلت تونس ومدت السلطة يدها لجنان صالح الطبيب فقد صار بقانون حل الأحباس ملكا عاما وأُسسّت فيه مدرسة ابتدائية تحمل اسم المربي المناضل المرحوم (محمد الجمل(..
ترحموا على صالح الطبيب ومن منكم يملك صورته يفدنا بنسخة منها ومن له عن حياته ذكريات مفيدة يفدنا بها لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم ؟
