صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج حسن الفندري

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

عائلة الفندري في صفاقس مشهورة ويقال إنها دخلت من الأندلس، ويمتاز رجالها ونساؤها بالحسن والجمال…هذا الحاج حسن عرفته في صغري متوسط القامة على وجهه بياض واحمرار وهو بـ جبته وعمامته الحريرية عليه مهابة..

هذا الحاج حسن توفي والده وهو في الرابعة من عمره فعاش يتيما فكفله في يُتمه زوج خالته رجل الفضل المرحوم (علية المزغني) بعد أن أخذ حظا من التعلم أدخله زوج خالته معينا في دكان بسوق الربع، ثم انفرد بدكان في التجارة، هذا الحاج حسن وُلد بصفاقس وعُرف الصفاقسيون بعنايتهم بشجرة الزيتون فسار في طريقهم ودخلها عن طريق المغارسة، وبها كوّن آلافا من الزياتين وثمار الزيتون لتعطي زيتها تحتاج إلى معاصر..
فكانت للحاج حسن معصرته وكانت له في زيت الزيتون تجارة تصدير اشتهر بها في السوق العالمية اسمه…

الحاج حسن والسياسة..

في بداية العشرين من القرن العشرين بعث المرحوم علي القرقوري أول شعبة دستورية تابعة لحزب الشيخ الثعالبي فكان يعقد اجتماعات مصغرة سرية يدعو لها أعيان وأغنياء صفاقس ليُعرّفهم بالحركة الوطنية ويطلب منهم دعمها، فكان الحاج حسن الفندري من المدعوين والداعمين بمالهم هذه الحركة الوطنية..

الحاج حسن والألمان

لما استقر الألمان في الحرب العالمية الثانية بصفاقس، افتكوا من الحاج حسن برجه الكائن بين طريق قرمدة وطريق العين واتخذوا منه قاعدة عسكرية كما افتكوا منه سيارته لنقل جنودهم، لما انهزم الألمان سلموا للحاج حسن برجه وأهدوا له سيارة جديدة..

الحاج حسن وفرنسا

كانت له صلة طيبة بالفرنسيين يخدم بها بلاده، وكان كغيره يستقبل المقيم العام الفرنسي في مكتبه ولما انتصرت فرنسا مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية طُلب منه أن يقيم في جنانه وليمة كبرى يذبح فيها عشرات الذبائح تكريما للجنود الفرنسيين واحتفالا بنصر الحلفاء، وأتذكر أن شوارع مدينة صفاقس ومتاجرها اكتست بالأنوار والزرابي وطاف فيها الجنود الفرنسيون فرحين وبعضهم سكارى، ويظهر أن ذلك لأن بورقيبة دعا للتقارب من الفرنسيين ردا على من احتفوا بالألمان..
ويروى أن الحاج حسن الفندري كان بتقاربه من الفرنسيين يقضي حاجة من يلجأ إليه..

الحاج حسن وفعل الخير

يروى أنه كان سخيا كريما يساعد المحتاجين في سر، وكان يدعو ‘الفطايري’ لينتصب قرب معصرته فيقلي الفطائر ويكرّم بها المارة وهي عادة منه تكررت وعرفت واشتهرت…

الحاج حسن في أسرته

تزوج السيدة الفاضلة فطومة مزغني فأنجب منها ستة أبناء وبنتين وتزوج السيدة الفاضلة مامية بن ملوكة فأنجب منها ست بنات وابنين ووفر لأولاده حسن التربية والرعاية، وعلم من تعلم في تونس فقط وعلم من طلب العلم في فرنسا وتوجه بعضهم للفلاحة في ضيعات والده وأضاف بعضهم لنفسه ضيعات…
لما حان أجله ودع الدنيا فودعه أولاده وأحفاده وأحبابه وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى