صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: حمودة القسيس

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

عائلة القسيس دخل أصلها من سوريا واستقر فرع منها بصفاقس في عائلة القسيس بصفاقس، ولد الولد والولد سماه والداه (حمودةً) ولما بلغ سن التعلم أدخله أبوه الزاوية، وفيها تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن وفي الزاوية تعلم الإنشاد…

ومن الزاوية انضم إلى فرقة (السلامية ) (السلامية ) فرقة صوفية تنسب للعالم الرجل الصالح الليبي (عبد السلام الأسمر) وهو فقيه مالكي عالم متمكن صوفي كان يقيم السهرات ويعقد وينظم الأسمار، فيكثُر الإقبال عليها ولكثرة أسماره سمي (الأسمر ) ولأنه كان يرى أن أفكاره ودعوته تروج بواسطة الإنشاد، كان يؤلف قصائد ويعد لها ألحانا ويرددها مع البعض من رواده مصحوبة بالطبل..

في فرقة السلامية

ولذلك وافق عليها الشيخ العالم المجاهد علي النوري الصفاقسي مادامت خالية من مزمار وسميت فرقته (السلامية) نسبة لعبد السلام الأسمر، صاحبنا حمودة القسيس انضم إلى فكر (السلامية) وحفظ مدائحها وأذكارها وأناشيدها ورددها بصوته مع فرقته، وجد الإقبال ودعي مع فرقته للانشاد في المواسم والأفراح..

حرفته تارزي

وفتحت له إذاعة صفاقس بابها فسجل بعض أناشيده ومدائحه صاحبنا الصوفي حموده القسيس كانت له في يده حرفة فهو تارزي، ويقال له سدّار فهو يتقن خياطة الجبة وما يتبعها من (منتان وفرمله)، كما أنه يخيط البرنس وهذه الصنعة تعتمد على إبرة وخيوط من حرير وصاحبها يجلس على حشية متربعا..وقد تقتضيه الصنعة العمل بالليل والنهار في رمضان ليلبس حرفاؤه الجبة في العيد…

صنعة اليهود

هذه الصنعة كان يقوم بها اليهود وقد يكون الصفاقسيون المسلمون أخذوها منهم وانتشرت بينهم، واشتهر المرحومون عمر عبيد وحميدة عمار وحمودة القسيس وكل واحد منهم يتخذ لنفسه ومساعديه غرفة في زقاق بعيد عن ضجيج الشوارع وصخب الأسواق…

ودع الدنيا

وصاحبنا حمودة القسيس اتخذ غرفة في قيسارية العشر المتفرعة من نهج العدول وشكرا لابنه رضا الذي أخذ المشعل عن أبيه وأفادنا عاش صاحبنا زمانه بالسلامية والخيط والإبرة…
ولما جاء أجله ودع الدنيا وودعه أهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى