محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحبيب المزيو

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم نلقاه ونلتقي به في ثلاث محطات، الأولى محطة العطارين ولد الحبيب بن الشيخ الشاعر الصفاقسي في 26 فيفري سنة 1903…
البدايات
وبعد أن أخذ حظه من العلم والمعرفة أخذ من والده صناعة المشروبات والعطورات ففتح متجرا بسوق الفرياني بصفاقس يبيع فيه مشروبات المزيو المشهورةً…
وبعد سنوات تحول الدكان إلى أيدي تجار القماش لأسباب لا نعرفها،
نشاط سياسي
المحطة الثانية نلقى فيها ونلتقي بالمواطن الحبيب المزيو هي محطة الحزبية والسياسة ففي بداية العشرينات من القرن العشرين بعث علي القرقوري في صفاقس أول شعبة دستورية، وحول هذه الشعبة التف واجتمع عدد من الوطنيين من أهل الفكر والثقافة فكان من بينهم الحبيب المزيو، ولأنه كان بليغا خطيبا فقد كان يلقي في كل اجتماع حزبي خطابا ينشر فيه روح الوطنية والدعوة لرفض الحماية…
خلافات ومعارك
وفي بعض الأعراس يكون حاضرا وخطيبا وفي مصاحبة علي القرقوري في بعث الشعب في صفاقس وفي المدن المجاورة، لا يغيب ولما خرج بورقيبة وصحبه عن الحزب وأسّسوا في قصر هلال الديوان السياسي حدثت بين أنصار الشيخ الثعالبي وأنصار بورقيبة خلافات، والخلافات تحولت إلى معارك بالأيدي والتاريخ يذكر أن بورقيبة علم أن قادة من حزب الشيخ الثعالبي ومنهم أحمد الصافي ومحيي الدين القليبي يعقدون في صفاقس اجتماعا للدعوة لمقاطعة حزب بورقيبة..
أسرع بورقيبة بالسفر ودخل مع الهادي شاكر ورفاقه الاجتماع وكانت معركة لسانية ويدوية شارك فيها الحبيب المزيو، ويروى أن الحبيب المزيو انسلخ بعدها من حزب الشيخ الثعالبي وانضم إلى حزب بورقيبة يدعم الهادي شاكر والتاريخ يذكر أن خلافات حدثت بين الهادي شاكر وبعض رفاقه منهم محمد الشرفي ومحمد الميلادي وعائلة اللوز…
وكان الحبيب المزيو من المعارضين للهادي شاكر، وقد تدخل بورقيبة في الخلاف وناصر أحمد صفر متفقد التعليم في الجمع بين المتخالفين، ويظهر أن الحبيب المزيو بقي مناصرا للفريق المخالف للهادي شاكر فانسحب من السياسة
المحطة الثالثة
المحطة الثالثة كانت في ميدان الرياضة، كانت في النادي التونسي الذي يسمى اليوم (النادي الرياضي الصفاقسي) فقد انتخب الحبيب المزيو لرئاسته بعد الحرب العالمية الثانية، فأدار الجمعية بكفاءته وخبرته واستطاع بذلك أن يبعث في فريق كرة القدم روح الرياضة والفوز ففاز الفريق وارتقى بعد عشرين سنة من تأسيسه إلى القسم الوطني…
ودع الدنيا
نكتفي بهذه اللقاءات مع المواطن الحبيب المزيو الذي خدم بلاده فلما جاء أجله في نوفمبر 1968 ودع الدنيا وودعه أهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر، بماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟