صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد الكافي بن الحاج محمد بوعتور

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ولد عبد الكافي بن الحاج محمد بوعتور بصفاقس سنة 1896 وتوفيّ في صفاقس ودفن سنةً 1978 هذا كان يدعى عبد الكافي ويدعى ‘عبودة’…

هذا عاش بين أهله وجيرانه خير مثال للجار كان بسلوكه ينفذ وصية الله وتوجيهات رسول الله في سُنته وهو يحث على إكرام والإحسان للجار..
هذا عبودة عبد الكافي كان يسكن في برج والبرج في جنان يطل من الشمال على جنان الزعيم الشهيد الهادي شاكر، فلم يكن الشيخ عبودة بوعتور يمنع أي جار من المرور بجنانه ليدخل جنان الهادي شاكر…ويشارك بحضوره في اجتماع وطني سياسي يشرف عليه صالح بن يوسف أو المنجي سليم…

جار مثالي

وكان جنان الشيخ عبد الكافي قريبا من طريق العين فلم يكن شيخنا الجار الطيب يمنع رجلا أو جارة تختصر الطريق إلى أهلها في طريق العين بالمرور من جنان شيخنا عبد الكافي، وقد تمر الجارة بشجرة فيها ثمر يشتهى من أن تمد يدها وتقطف ما تطفئ به شهوتها…
هذا الجار المثالي الشيخ الزيتوني ينزل إلى مدينة صفاقس بطوله وجبته وعمامته البيضاء يقضي يومه وحاجته، فإذا جاء وقت صلاة العصر صلى في المسجد ثم يمر على جيرانه في دكاكينهم يحييهم، فإذا كان جار قد اشترى مثلا سمكا لعشاء ليلته وأسرته يستسمح الشيخ بوعتور في أخذها وإيصالها إلى عائلته فيقبل الشيخ عبد الكافي العرض بصدر رحب ولا يرى بأسا في القيام بخدمة جاره حسب عادة الآباء والأجداد في مثل هذا…

هذا الجار الشيخ عبودة بوعتور يجد في الزقاق المحاذي لبرجه أطفال الجيران يلعبون بالكرة، فلا هم يخافون منه ولا هو يصيح فيهم وينهرهم، وإنما هو يداعبهم ويمشي هذا الجار الشيخ…
كان مغرما بمجالس العلم ومطالعا للكتب ولذلك نجد في مكتبته (فتح الباري لابن حجر في شرح صحيح البخاري، هذا الجار الشيخ من سلالة الولي الصالح سيدي عبد الكافي كان يتمتع في كل سنة كغيره من آل الكافي وآل بوعتور بمنابه من حبس سيدي عبد الكافي…

أسرة الشيخ عبودة

ولما تهيأ للزواج اختار زوجة من حفيدات العالم الإمام المجاهد الصالح الشيخ علي النوري اسمها (زينب )فكانت بأخلاقها تفتح بيتها لاستقبال جاراتها…

هذا الجار المثالي أنجب ثلاث بنات وأنجب خمسة أبناء هم محمد الذي اشتغل في الصناعة والتجارة وعبد العزيز الذي طوى مرحلة التعليم الابتدائي في زاوية الحاج خليفة وشارك في مسابقة جمعية الشبان المسلمين بتونس في حفظ القرآن الكريم مع ثلاثة من رفاقه فنجحوا وتهيأ مع الثلاثة للانخراط في السنة الرابعة من الفرع الزيتوني بصفاقس، فنجحوا وفازوا بشهادة الأهلية التي أهلتهم لمواصلة الدراسة بجامع الزيتونة…

ونجح عبد العزيز بوعتور وبشهادة التحصيل صار وبقي معلما إلى أن تقاعد فشارك في امتحان ونجح عدل إشهاد وشارك في معركة بنزرت وتزوج الفاضلة نبيلة بنت المناضل محمود شاكر، أما الابن الثالث لشيخنا عبد الكافي فهو علي الذي جرب تربية الدواجن والرابع أحمد الذي عاش أعزبا والخامس هو طبيب الأسنان الدكتور محمد المنصف بوعتور المخلص في مهنته المحب للمجالس والصادق في صداقته…

ودع الدنيا

هذا الجار المثالي الشيخ عبد الكافي بن الحاج محمد بوعتور يحين أجله فيودع الدنيا راضيا ويودعه أبناؤه وبناته وأحفاده وأهله وجيرانه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى