محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: محسن القلال

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا الرجل ولد ليكون مجاهدا مناضلا، وولد ليكون مربيا معلما هذا الرجل ولد في 16 ديسمبر 1927 وسجل في كتب التاريخ صفحات من نضاله كتاب (جيل الثورةً) للأستاذ حامد الزغل تحدث عنه وكتاب (تاريخ الحركة الوطنية بصفاقس 1920 ـ 1955) للدكتور عبد الجليل عباس ذكر صفحات من نضاله…طالعوا الكتابين لتطّلعوا عليها…
في الكشّافة
كان كشافا وكانت معه نخبة من الكشافين يقودها القائد التوفيق بن عبد القادر السلامي هذه النخبة اتفقت على بعث نشرية تسمى (الكفاح) وتكتب بطريقة ذكية خاصة، وتوزع في وقت واحد في كل المدن التونسية وتهاجم السلطة الفرنسية والفرنسيين وتكشف ظلمهم، وبعد مؤتمر ليلة القدر صدر عدد من نشرية الكفاح يقول: تقرر في مؤتمر ليلة القدر المطالبة بالاستقلال التام بدون قيد ولا شرط، ولذلك على الفرنسيين أن يختاروا (بين الحقيبة أو النعش)…
هذا المنشور أزعج الفرنسيين والسلطة الفرنسية وزعت أعوانها للبحث والقبض على من يوزعونها وصدفة عثروا على (محسن القلال) يوزع ليلا منشور الكفاح في مساكن، أُلقي عليه القبض، هُدد وعُذب عذابا شديدا ليعترف باسم الشخص الذي كان معه فدلهم على يوسف الجديدي، فألقي عليه القبض وحكم عليهما بالسجن وبعد سجن وعذاب أطلق سراحهما فاستقبلهما الزعيم الهادي شاكر في محطة القطار ودخل بهما المدينة العتيقة وجمع من المواطنين ينشدون (حماة الحمى)… وكنت معهم…
وفي دار عقد الزعيم اجتماعا قدر فيه نضالهما ودعا إلى النضال والكفاح ومن نضال محسن القلال أنه في ثورة 1952 قاد خلية تصنع المتفجرات التي أزعجت الفرنسيين وحرمتهم من النوم، وجعلت بعضهم يقرر الخروج والهروب من صفاقس والسفر إلى فرنسا، وتم إلقاء القبض عليه مع مناضلين آخرين وحكم عليه بالسجن عشرين سنة..
ولما استقلت تونس خرج محسن القلال من السجن وشارك في إعداد مؤتمر صفاقس المنعقد في 15 نوفمبر 1955..
محسن القلال المعلم
ذاك محسن المناضل وهذا محسن القلال المعلم فبعد أن أخذ زاده العلمي في الابتدائي والثانوي، دُعي من طرف المؤدب الحاج خليفة ليعطي لبعض التلاميذ دروسا باللغة الفرنسية، ولما أسس المربي علي المراكشي في طريق المطار مدرسة الهدى كان محسن في هذه المدرسة معلما.. وكان في بعض المدارس منها مدرسة قرية أطفال بورقيبة مديرا ناجحا…
هذا محسن القلال بعد أن أدى دوره في الكفاح والنضال وفي التعليم عُيّن مديرا للشركة الجهوية للنقل بصفاقس، وهذا محسن القلال الذي أثبت كفاءته في كل ميدان تحمل فيه مسؤولية نضالية شريفة انضم إلى المؤسسة الاقتصادية الكبرى (بولينا) بماله وخبرته فكان مساعدا لمديرها وباعثها عبد الوهاب بن عياد فتعاونا بصدق وبعثا في المؤسسة روح العطاء والجديد والتجديد..
ودع الدنيا
هذا محسن القلال الوطني الصادق يستقبله الرئيس بورقيبة ويقدر تاريخه وجهده ونضاله الذي شرّف تونس هذا محسن القلال يسافر بسيارته مع زوجته وإطار من مؤسسة بولينا يوم 10 ديسمبر 1982، فيكون ذاك اليوم هو موعدهما مع حادث سيارة في الطريق ويودع الثلاثة الدنيا الفانية وتودعهما أسرهما وصفاقس وتونس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكر الأصدقاء محسن القلال لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟